آخر الأخبار

الشخصيات التراثية في الملحون : القلصادي

سعيد عفلفل

ورد إسم هذا العلم في قصيدة “غاسق لنجال” للشاعر أحمد الگندوز ؛ وهي من عيون الشعر الملحون و تعد مرجعا كلما تعلق الأمر بالصنعة و استعمال المحسنات البلاغية في شعر الملحون.
يقول الشيخ الشاعر أحمد الگندوز في هذه القصيدة :
” بجفاك عمدا لي عدت نحيل * ما شفك تعذابي ولا محاني * سيف الجفا محاني * العباد لامحاني * حالي كما العليل نصادي * و نسيت ياسين و صادي * و ما قريت فْ القلصادي * ساهرت كل غيهاب * حتى ضحيت نلهاب.”
ينطق بعض شيوخ الگريحة كلمة القلصادي هكذا : “الأرصادي” ، خصوصا شيوخ مدينة فاس، وهو خطأ لأن الكلمة لا تنسجم مع سياق الكلام في هذا المقطع من القصيدة. ولو أن الحديث هنا ليس عن المحسنات البديعية في الملحون إلا أن المرء لا يمكن أن يمر مرور الكرام عن تحفة بلاغية كهذه دون أن يتوقف قصد التملي في بهاء و رونق الجناس المستعمل هنا. فكلمة “محاني” التي تكررت ثلاث مرات لها ثلاث معان مختلفة. في البدء جاءت بمعنى المحن ثم جاءت بمعنى المحو (من فعل محا يمحو) وأخيرا أتت بمعنى اللمح (من لمح – يلمح). والحديث عن المحسنات اللفظية الجميلة في هذه القصيدة يطول قد نعود اليه في مناسبة أخرى.
من يكون القلصادي؟
هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي القرشي البسطي الشهير بالقلصادي. ولد في بلدة بسطة – Baza- قرب مدينة غرناطة بالأندلس عام 835 هجرية الموافق لعام 1422ميلادية.و توفي في باجة بتونس سنة 891ه/ 1486م. يعد القلصادي واحدا من علماء الرياضيات المبرزين. اشتهر بعلم الحساب كما كان كذلك عالما بالنحو و الفرائض والفقه. تلقى القلصادي تعليمه الأولي في بلده بسطة. حفظ القرآن و أتقنه كما تمكن من العلوم الدينية من تفسير و حديث و فقه و فرائض و درس اللغة العربية و نحوها. انتقل بعد ذلك إلى غرناطة حيث برع في علم الحساب بالموازاة مع تفوقه في الفقه حتى أضحى من فقهاء المذهب المالكي. في رحلة قادته إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، مر القلصادي بتلمسان و تونس و طرابلس و مصر، وفي كل محطة من هذه المحطات كان يجالس علماءها و ينهل من معارفهم. ففي تونس عمق مداركه في الفقه و النحو و اللغة و الطب و في مصر توسع في علوم المنطق و الفلسفة و علوم اللغة و علم القراءات.
في سنة 1480 شنت قوات فرناندو و إيزابيلا هجوما على غرناطة غادر على إثره القلصادي مدينة غرناطة متوجها مع أسرته إلى مدينة باجة في تونس حيث توفي عام 1486 قبل سقوط غرناطة بست سنوات.
برع القلصادي في علم الرياضيات و أبدع في نظرية العدد وله عدة شروحات لعمل ابن البناء المراكشي في الحساب و أضاف إليه عدة إضافات خاصة في نضرية الكسور. كما كانت له الريادة في استعمال الرموز في الجبر.
للقلصادي مؤلفات عديدة م بينها :
* كشف الأسرار في علم الغبار
* شرح الأرجوزة الياسمينية في الجبر و المقابلة.
* كشف الجلباب في علم الحساب
* رسالة في قانون الحساب
* رسالة في معاني الكسور
* شرح تلخيص ابن البناء في الحساب
* تبصرة المبتدئ بالقلم الهندسي
* التبصرة في حساب الغبار
* قانون الحساب
* كتاب الفرائض مع شرحه
* أشرف المسالك إلى مذهب مالك
* الضروري في علم المواريث