آخر الأخبار

الحملة الانتخابية بين التأطير و التشهير

تعيش الساحة التعليمية في الآونة الأخيرة بعد بدأ حملة إنتخابية غير عادية وفي ظل ظروف استثنائية فترة حراك لايعدو كونه إن شئنا القول تسخينات بشكل متدرج قبل بداية العد العكسي والفعلي للتنافس وظهور نتائج حول معطى التمثيلية من أجل ضمان مقعد على طاولة الحوار و الحصول
على شهادة ميلاد أخرى عمرها ست سنوات . عدوى هذه العملية الشديدة التعقيد والحساسية المبالغ فيها من خلال مادة الحملة وآليات تدبيرها والخطاب المتبنى فيها كما هي العادة وكذا العرض الذي يروج إما وعودا مستقبلية أو انجازات تمت بطريقة مشوهة أو لم تكتمل . كلما اقتربت محطة انتخابية الا وعرت واقعنا الديمقراطي الهش و المأزوم وكشفت بالملموس المسكوت عنه من أعطاب بنيوية أصابت بنى الديمقراطية الداخلية واسلوب ومنهجيتنا في التدبير وكذا مادة ومضمون التواصل التي تربطنا بالناخب والذي يقتضي منا توضيح وتفسير .كل هذه العمليات المتداخلة والمتشابكة بل والغامضة. ليست فرصة اقتناص مؤقتة ولاغنيمة ظرفية بل بقدرما تحتاج لقراءة وتشخيص تستدعي كذلك تشريحا وتمحيصا.هل وفرنا شروط ضبط العمليتين معا؟ الحديث ذو شجون ونعيش بشكل عملي المثال الدارج الذي يقول “من الخيمة خرج مايل ” اذاكانت المنطلقات مختلة وغير متزنة فكيف نراهن وننتظر نتائج مطمئنة من عملية تمت هندستها على المقاس وبشكل مفضوح لاستهداف نضالية نقابات على حساب صمت الآخر .
كيفما كانت هويتها هذه العمليات في مملكتنا السعيدة إلا واستعرت نارها بشحذ أسلحة تحت شعار “رد الصرف ” وكشفت عن هويتها الحقيقية من خلال معجمها الحقيقي البذيء ومفرداتها الأصلية الخارجة عن الأعراف والأخلاق وهنا أنصح المتتبعين والباحثين والمهتمين ان ينكبوا على دراسة مضامينها ورسائلها فهي في الجوهر تكشف عن خبايا مايدور في كواليسها من منهجية اشتغال وطرق التدبير. سيقول البعض لاحاجة لنا لنغرق في بحور مفاهيمها وهي عاثية لانقدر على الغوص فيها ويكفي أن نقف على نتائج حوارها وما أفرزته للشغيلة من منجزات لنقول نحن مع أو ضد.دعونا نتفق أولا أن كل مخرجات النقاش والحوار جاءت متماهية مع هذا التشتت والتشرذم الذي يخدم مصلحة الوزارة بالدرجة الأولى والتي كشرت عن أنيابها في لحظة ضعف وأبانت عن مكرها من خلال إجراءات تعجيزية مخدومة وجدولة في زمن انتخابي قاتل إن لم نقل ميت كيف سنقوم بحملة في فضاءات فارغة مغلقة ؟ ألا تساهم هذه الجدولة الزمنية في نسف ماتبقى من رصيد التعبئة لدى هذه الأجهزة بعد مجهود كبير للتواصل .
بعض النقابات التي لجأت لهذه النتيجة فهي بصريح العبارة اعتادت على قطف الثمار دون جهد في إطار تنافس غير شريف وغير متكافئ . وسنحاول بشكل المقتضب أن نضع الأصبع على بعض التمظهرات التي واكبت هذه العملية ، إشكالية تدبير اللوائح من خلال صعوبة استيفائها للشروط التنظيمية المنبثقة من خلال أجهزة وفية للبعدالتنظيمي كإفراز طبيعي وهنا يطرح سؤال مفصلي : كيف سنوكل أمر تدبير ملف شائك لعضو لايحمل بطاقة تعريفية منسجمة مع توجهات النقابة ؟ كل الإستقالات والاستقبالات التي جاءت نتيجة لهذه العملية لا أتصور كيف ستندمج مع منهجية منضبطة .بل تعطي الدليل القاطع كما قلت دائما أن الفضاء الذي غادرته لم يصحح داخله والذي استقبل لابديل له .
الخطاب المبني على الآخر وانتقاذه بشكل حصري دون تقديم بدائل ومواقف تفند أطروحته بشكل بيداغوجي راقي انما هي منهجية عدمية ترتكز على البلطجة و لاتقدم ولاتؤخر . التركيز على خطاب التشهير والقذف والتنقيص إنما هي بضاعة اعتراها كساد أخلاقي ولن تساهم سوى في تنفير الشغيلة من الفعل النضالي وتعميق أزمة الإنخراط الفعلي في جسم نقابي يعيش ترهلا وضعفا لايخفى على أحد .فارتقوا بالخطاب يرحمكم الله ! ولاتعمقوا جراح الفرقة بينكم فيكفينا مانعيشه ولانتمنى رؤية تأزيم الوضع .
كفى …!
ذ ادريس المغلشي .