آخر الأخبار

الجزائر وعودة القطار الى محطة الانطلاق

محمد نجيب كومينة 

لم يجدوا بدا من الاعتراف بان قطار الحل تجاوزهم وان محطة الوصول باتت معروفة، وقد جاء ذلك الاعتراف في صيغة تؤكد انهم يعانون من مشكل عقلي يحتاج الى علاج طويل الامد. ذلك انهم اقروا بالفشل، بعد “الهايلالا” التي اوهمهم من اوهمهم انها يمكن ان تؤثر و “تخلع” صاحب القلم وباقي اعضاء مجلس الامن، لكنهم شاؤووا ، بغباء لامثيل له في الكون، ان يرفقوه بفكرة لا تظهر فقط تاخرهم الزمني، بل وايضا تموضعهم خارج التاريخ ومجراه، حيث دعوا بلا حشمة الى عودة القطار الى محطة الانطلاق ، الى 1991، والى القرار 690 لم يعد له ذكر في اي من القرارات الصادرة عن مجلس الامن مند زمن بعيد، ما يعني انه بات نسيا منسيا و ارشيفا ميتا، ليس هذا وحسب، بل ان ولكي يقنعوا انفسهم بانهم القوة الاقليمية الضاربة (اللي ضربها الله وضربو ليها تلافة جماعة من المدوخين او المجانين)، راوا ان يصدروا اوامرهم الخاصة الى ممثل الامين العام للامم المتحدة دي مستورا واضحين انفسهم فوق مجلس الامن، المعروف ان قراراته امرة و على نهجها سيسير الامين العام للامم المتحدة وممثله الخاص ورئيس بعثته، بل وان ينزعوا من مجلس الامن اختصاصه الحصري في الملف وهنا ظهروا انهم يجمعون بين الامية والجنون.
والجنون يظهر ايضا في قرار الرئيس بانهاء نقل الغاز عبر غازودوك المغرب العربي اوروبا، الذي صار الجزء العابر منه للمغرب ابتداء من اليوم ملكية مغربية كاملة بلا منازع، في وقت يعرف فيه الرئيس ربما ان وفاءه بالتزاماته مع زبنائه الاوروبيين بشكل كامل سيكون بكلفة باهضة اذا ما استطاع الوفاء فعليا. وان الجزائر قد تخسر كثيرا بدل ان تربح، هذا مع العلم ان المغرب قد يتحمل كلفة زائدة بالنظر لوضعية السوق والنقل حاليا لكنه قادر على تعويض حصة الغاز الجزائري التي لا ثقل مهم لها في استهلاكه الطاقي بالنظر الى العدد المحدود لتوربينات الغاز لحد الان. واتوقع ان يتفاجا رئيس القوة الضاربة في الوقت الذي كان يرغب في خلق المفاجاة.