آخر الأخبار

التاريخ لا ينسى..

جمال أماش 

للتاريخ فقط؛
والتاريخ لا ينسى.

وانا انبش في أرشيفي واوراقي، وجدت هذه الصورة،الشهادة الصامتة،لترشيحي للبرلمان بمراكش المدينة سنة 2002،رفقة الأخ محمد الاخصاصي،وحصلنا على مقعد بدائرة مراكش المدينة،بالإضافة إلى مقعدي سيدي يوسف بنعلي(ادريس ابو الفضل) وكيليز المنارة (عبدالرفيع جواهري). كما حصلنا على أكثر من ستين الف صوت بمختلف الدوائر بالمدينة،وكنا سنحصل على أكثر من ذلك ،لولا نمط الاقتراع آنذاك باللائحة وأكبر بقية،ولولا ما وقع في الوقت الميت! كما حصلنا كما يعرف الجميع على المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، ووقع ما وقع!

ما أود أن أشير اليه،وأنا استحضر هذه الصورة/الوثيقة، أنني كنت كاتب فرع الحزب بالمدينة، وارغمت،من طرف المكتب السياسي على أن أكون وصيفا في اللائحة نظرا لعلاقتي العميقة بالمدينة، من خلال عائلتي العريقة،واشعاعي الرياضي والثقافي، وبالمجهود السياسي الذي بذلناه جميعا بالمدينة،إلى جانب عدد كبير من الإخوان الاتحاديين والاخوات الاتحاديات.بالاضافة الى الدور الكبير الذي لعبته القيادة الوطنية بزعامة المجاهد الكبير الراحل عبدالرحمان اليوسفي. أقول هذا للشباب،ولمن يقول بانسحاب المثقفين من المشهد السياسي.

النتائج والمقاعد آنذاك لا تأتي صدفة،ولكن بمجهود تراكمي في الكلية ،بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،وبالنقابة، الكونفدرالية والعمل الجمعوي والثقافي والمصداقية في الميدان المهني.وليس بأشياء أخرى.
أقول هذا،وهو جزء فقط مما تبقى لدي في الذاكرة،ليس بمعنى الماضي،وإنما بالمستمر أيضا في الحاضر والمستقبل.

ربما ابعدني الشعر عن ممارسة السياسة الحزبية لأنني اصلا أتيت إلى السياسة من مجال الثقافة إلى جانب عدد كبير من المثقفين،من جيلي،ومن أساتذتنا الكبار،امثال الجابري،وكسوس والعروي، وغيرهم.وربما هذا افضل،رغم أن الشعر سياسة باللغة ومن داخلها.والشاعر لا يسجل التاريخ وإنما يجسده.فالشاعر هو الذي يجسد تاريخه وتاريخ عصره.

وإذا كانت الأحزاب الوطنية،تستمد قوتها من المشروعية التاريخية ،فاليوم كما يقول ماكس فيبر ،نحتاج إلى مشروعية عقلانية،لأن
الديمقراطية تحتاج إلى نخب قوية،والى بناء مؤسسات قوية،لبناء مجتمع قوي في ظل دولة لها تاريخ ضارب في أعماق التاريخ،كما ينص على ذلك النموذج التنموي الجديد.كما تحتاج إلى بذل مجهود فكري وعمل تكويني كبير،داخل المؤسسات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني.لان لا ديمقراطية بدون أحزاب، ولا أحزاب مواطنة. بدون نخب قوية ومواطنة لبناء دولة مواطنة.