آخر الأخبار

الإساءة و الإحسان في حق من حكم مراكش – 2 –

إدريس في بلاد صنهاجة : توفي محمد بن إدريس فقسم الإخوة الباقون البلاد إربا إربا وكان من بينهم حیی بن إدريس ولدا غير صالح مكثرا من شرب الخمر ، معجبا بالنساء ، فثار عليه أهل فاس اهمات يعدوة الأندلس ، فدخلت البلاد في حروب طاحنة ومعارك ساحقة ، مما أدى إلى انعدام الاستقرار وزوال الأمن والسلام ، والمتبع التاريخ هذه الدولة يتبين له أن حكامها كانوا يعتمدون بالأساس على العبيديين حكام مصر تارة وحكام الأندلس على عهد الأمويين تارق أخرى ، والحقيقة أن هذه الدولة كانت منقوصة السيادة .. وقد دام وضعها على هذه الحالة حتى كانت سنة 375 ھ 992 م حيث قتل أخر ملوكها الحسن بن کنون وهو القاسم بن محمد بن قاسم بن إدريس وبهذا تكون مدة حكم هذه الدولة منذ نشأتها على يد إدريس الأول سنة 172 ه : 203 سنة . وقبل أن تنهار الدولة ويقتل الحسن بن کنون خرجت بعض القبائل عن الطاعة . وكونت دوائر حكم خاصة بها ، وعلى رأس هذه القبائل قبيلة مغراوة المصمودية التي تمكنت من السيطرة على أجزاء مهمة من المغرب وبخاصة من شرقه ووسطه . حتی تمكنت من الاستيلاء على عاصمة الملك مدينة فاس وكونت جيشا خاصا بها وعينت عمالا وولاة على المناطق التي أصبحت تحت سيطرتها بأمر من متزعم حركتهم زیري بن عطية المغراوي ، من بعده قام أبناؤه المعز وتميم ومن جاء بعدهما ، وكانوا كلهم يتهافتون وراء جمع المال بأية طريقة ، وذلك حتى يتمكنوا من النهوض بدولتهم ، فاستخدموا كل ما في وسعهم من قمع واستبداد مع أغنياء القبائل وتجار البلاد التي تقع تحت سيطرتهم ، فكانت أيامهم أيام نحس وشؤم وبلاء وحصار وغلاء في الأسعار وظلم في الأحكام فضاعت حقوق الناس وأصبحت الحياة لا تطاق وبخاصة في مدينة فاس العامرة بالسكان والأرزاق ، وكانت هذه المدينة الطيبة تضم مجموعة من العلماء الأجلاء الأخبار وعلى رأسهم أبو عمران الفاسي : موسی بن عيسى بن أبي الحاج الغفجومي نسبة إلى غفجوم فحد من قبيلة ازنانه الشهيرة.