آخر الأخبار

أحمد الحجامي يستعيد ذكريات 23 مارس ـ 13 ـ

هذه المعارك سيكون لها ذيول وستترتب عنها اعتقالات ومتابعات بـ«تهم» الاخلال بالأمن ومحاولة إحراق قنصلية أمريكا والكتابة بالفحم على الجدران أذكر من ضحاياها أحمد الرضاوني المسؤول بمركز التوثيق لاحقا، ومحمد معنى السنوسي، القيادي الاتحادي والمسؤول الجماعي بالدار البيضاء لاحقا.. أما الذين غيبوا مع أبو العزم في الصحراء أو عوقبوا باستدعائهم إلى التجنيد الاجباري فأذكر منهم رئيس مجلس القاطنين محمد العلمي، بدون أي انتماء سياسي، ومحمد بنشقرون مسؤول الحزب الشيوعي بفاس والاطار بمنظمة 23 مارس لاحقا، ومعتقل طلبة القرويين الأشهر محمد المزگلدي (الملاقاة)…  أما المطرودون من الحي الجامعي  فقد تعامل كل منهم مع محنته بقليل أو كثير من «الفلسفة» إلا أحمد المديني فإنه ظل أربعين سنة لا يفهم ما جرى له (رواية «رجال ظهر المهراز»).

دقة تابعة دقة..!

بداية 1972 ستتعرض المنظمة لأول رجة عنيفة كادت تعصف بها لولا أن الرفاق عالجوها بالحكمة المطلوبة؛ حملة قمع ضربت عددا من الأطر القيادية كانت «التناقضات الداخلية» من بين أسبابها، كما أشار محمد الحبيب طالب في إضاءته. هذه التناقضات ولدت مع المنظمة وكانت لها في أدبيات المنظمة تعبيرات وتصنيفات في غاية الطرافة. أسابيع فقط بعد توحيد الحلقات في مارس 1970، بدأ الحديث عن البطء والتراخي في إنجاز المهام التي سطرتها «ه.ق» (هيئة القيادة) المشكلة من: مصطفى مسداد، أحمد حرزني، سيون أسيدون. ستبرز بعد ذلك نفحة طهرانية لدى بعض الرفاق تجلت في البيان الشهير الذي صاغه الفقيد حمامة: «.. لقد انغمس بعض الرفاق..».

بعد أقل من ثلاثة أشهر سيفتح الله على بعض الرفاق باكتشاف أسباب الخلل في التنظيم وسر البطء في انجاز مهام المرحلة على طريق التقدم في بناء الحزب الثوري ضمنوها وثيقة شهيرة في أدبيات التنظيم هي «وثيقة الأطر»: أرستقراطية الأطر، تبرجز الأطر.. والحل؟ حل كل الهيئات والتنظيمات وإرسال الرفاق عند جماهير العمال والفلاحين ليتعلموا منها ويتبلتروا… بعد تجريب عدة صيغ للتداول على القيادة بين مختلف الاتجاهات، ستنعقد في شتنبر 1971 اللجنة المركزية في دورتها الثانية ستوافق بالأغلبية على «الوثيقة التاريخية» المنشورة ابتداء من العدد السادس من 23 مارس، وستنبثق عنها قيادة مكونة من: الحبيب طالب، محمد البردوزي، محمد المريني، مصطفى مسداد، محمد الكرفاتي، محمد المحجوبي، عبد الصمد بلكبير… مما يعني انتصار «الخط اليميني». ستلجأ الأقلية «اليسارية» – ربحا للوقت – إلى خلق تنظيم داخل التنظيم مما عرف في أدبياتهم بـ«لنخدم الشعب» وفي الأدبيات الرسمية للمنظمة بـ«المتكتلين». ستمتد خيوط هذا التنظيم الى البوليس الذي سيكتشف لأول مرة وجود تنظيمات سرية ماركسية لينينية بالمغرب، وتبدأ أولى الاعتقالات التي شملت الى حدود بداية مارس 1972: عبد اللطيف الدرقاوي، حسين الفهيمي، أحمد حرزني، مليكة الخودة، آيت باري محمد، آيت باري عبد الله، آيت باري الحسين، حميد الزرورة، حميد خضارة، سيون أسيدون، محمد البردوزي، ناظم عبد الجليل.