399
احتضن مقر حزب الاستقلال بمراكش يوم الإثنين 10 ماي 2021 ندوة فكرية تحت عنوان:” آفاق التجديد وقضاياه في فكر علال الفاسي “من تنظم الشبيبة الإستقلالية أطرها فضيلة الدكتور رشيد زاح وحاوره الأستاذ مولاي شفيق أبو عمران وحضر اللقاء الأستاذ يونس بوسكسو المكلف بالتنسيق الحزبي بمراكش وثلة من أطر الشبيبية الإستقلالية وحزب الاستقلال بمراكش.
كانت الندوة فرصة للنبش في شخصية علال الفاسي العلامة المجدد، أبز من خلالها الدكتور رشيد زاح في المحور الأول من عرضه مفهوم التجديد في اللغة وفي اصطلاح العلماء شارحا حديث رسول الله صلى لله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » باعتباره أشمل بيانا للمراد بهذا المصطلح، ثم انتقل المحاضر لبيان أشكال التجديد المتمثلة في الإحياء ومحاربة البدع ثم التصدي للمستجدات. ليعرض بعد ذلك نماذج من تجديد الصحابة رضوان الله عليهم.
أما الحور الثاني من هذا العرض فخصصه الباحث لتسليط الضوء على جوانب من شخصية علال الفاسي رحمه الله التي تبين امتلاكه للكفاءة والمؤهلات التي مكنته من القيام بمهام التجديد وعلى رأسها علمه بالشرع وارتباطه بالواقع فضلا عن عمله على تنزيل فقه الشرع على الواقع، ومما ميز العرض المقدم في هذه الندوة الرمضانية الأمثلة التي تظهر أن الفكر العلالي فكر تجديدي إصلاحي وذلك بالرجوع إلى عملين فكريين للعلامة علال الفاسي وهما مقاله الصدار سنة 1936 بعنوان : “حاجتنا إلى التجديد”وكذا كتابه النقد الذاتي،
إن هذ الندوة مكنت الدكتور رشيد زاح من إماطة اللثام عن جوانب من الإبداعات الفكرية لعلال الفاسي من خلال بيانه لدعوته إلى ترك التقليد والتحجر على آراء السابقين والعصبية المقيتة، وأكد الباحث أيضا أن علال الفاسي فتح أورشا تجديدية وآفاقا لعلماء الأمة لمواجهة تحديات مغرب ما بعد الاستقلال في مجالات عدة سواء ما تعلق منها بفقه الأسرة كالزواج والطلاق وتربية الأبناء وما تعلق بالاقتصاد الإسلامي ونظام ملكية الأراضي ومواجهة بعض الظواهر الاجتماعية كالبغاء والإدمان على المخدرات، سلاحه في هذه المعركة الإصلاحية الفريدة تراث الأمة الإسلامية وتفريغ الجهد في سبيل تجديده.
ع ز