آخر الأخبار

الانتخابات الرئاسية الأمريكية

كل التوقعات واستطلاعات الراي تشير الى ان الرئيس دونالد ترامب سيمنى بهزيمة ساحقة في الانتخابات الرئاسية التي تجري رسميا يوم 3نونبر القادم، ويتعلق الامر هذه المرة بتوقعات تستند الى استطلاعات راي اجريت على مستوى الولايات وعلى مستوى مختلف الفئات ذات المستويات التعليمية والاجتماعية المختلفة وليس على صعيد الولايات المتحدة ككل وفئات حاملي الشواهد كما حصل في سنة 2016، ثم ان الفرق اليوم بين ترامب وبايدن كبير، ويتجاوز 8 نقط عكس 4 الى 5 نقط في المواجهة السابقة بين هيلاري كلنتون وترامب في السابق، مما يجعل هامش الخطا يضعف.
ولحد الان صوت 51 مليون امريكي بالمراسلة رغم ان ترامب خاض حملة ضارية ضد هذا التصويت، لثني مصوتي الحزب الديمقراطي، وهو رقم قياسي ناتج عن تاثير الجائحة وعن رغبة عدد كبير من الامريكيين في طي صفحة ترامب من جهة وفي برنامج ينهي فترة الليبرالية الاكثر توحشا التي استمرت مند رئاسة رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي من جهة اخرى.
ويبدو ان بايدن، الذي نال دعم التقدميين لهزم ترامب عكس كلنتون، سيكون لولاية واحدة من يقود الانتقال من مرحلة الى مرحلة اخرى في الولايات المتحدة، ومن شان تنفيذ برنامجه المستوعب لعدد من اطروحات ساندرز ووارن، كالزيادة في الحد الادنى للاجور بالضعف (15$ للساعة بدل 7,5$)،
والرفع من الضرائب على الشركات ورؤوس الاموال والثروة، والاتجاه نحو الطاقات النظيفة وبالتالي الخروج من الطاقة ذات الاصل الاحفوري في افق 2050، وتطوير التغطية الصحية لتكون شاملة للعاملين وغير العاملين على قدم المساواة، وتوفير لقاح كوفيد مجانا للجميع، ومساعدة الاسر ذات الدخل المحدود فيما يتعلق بتمدرس الابناء ومساعدة الطلبة الجامعيين من اصول فقيرة ومتواضعة لاستكمال دراستهم…الخ من شان ذلك ان يكون له اثر نيوديل الذي كان روزفيلت قد اطلقه في ثلاثينات القرن الماضي في مواجهة انهيار 1929، وهو الاثر الذي لم يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، بل طال العالم كله وكان وراء ماسمي بسنوات الرفاه. وغير خاف ان للولايات المتحدة اكبر التاثير على المؤسسات المالية الدولية وايضا على الاقتصاديات العالمية المختلفة التي توجد كلها في لحظة تحول سرعتها الجائحة وستسرعها اكثر نتائجها المختلفة، وخصوصا على المستوى الاجتماعي.
ولحد الان ليس معروفا الكثير عن توجه السياسة الخارجية لبايدن، لانه كون لجنة من كبار الخبراء لوضعها، غير ان بعض التصريحات تشير الى انه سيسعى لانهاء التوترات التي خلقها ترامب مع دول و مجموعات اقليمية ومنظمات دولية، وربما يحيي التوجه نحو المحيط الهادي الذي بدا مع اوباما، لكن ذلك لايعني ان الولايات ستتوقف عن الدفاع عن مكانتها وريادتها ومصالحها، وحتى عن تدخلاتها، او انها ستغير عددا من توابث سياستها الخارجية، لذلك وجب الحذر من ارتكاب الاخطاء والايحاء باي شكل من الاشكال بالتدخل في السياسة الامريكية كما فعلت بعض دول الخليج دون حساب للعواقب.

محمد نجيب كومينة / الرباط