آخر الأخبار

وداعا عبد الله الستوكي

محمد نجيب كومينة 

َوداعا عبدالله استوكي
وداعا زميلي وصديقي
عبدالله استوكي صحفي من نوع خاص، مر بتجارب عديدة، اختلفت معه طوال الوقت، بل اني لم اتردد في مهاجمته في مراحل معينة، وكان الكثيرون يتعجبون كيف كان يعاملني بلطف ويحرص على صداقتنا، التي توطدت بعد ان فقد ماكان يجر اليه الانتهازيين، وتنكر له من اجزل لهم العطاء و صنعهم و اكسبهم الشهرة والمال، اللذان لم يشغلاه ابدا، فقد بقي الشيوعي الذي كان راسخا في دواخله، رغم اختلاطه بعالم الاميرات والامراء، والسياسيين واصحاب السلطة والنفوذ، و غير ذلك،
عبدالله استوكي كان قلما ناذر النظير باللغة الفرنسية، التي يمتلكها اكثر من عدد من الفرنسيين، وكان رئيسا للجمعية الدولية للصحافة الفرنكفونية، وكان قارئا نهما ليس للصحف فقط، بل وايضا للكتب،
عبدالله استوكي انجز ثورة حقيقية على مستوى وضعية الصحفيين في نهاية سبعينات القرن الماضي، عندما تولى ادارة جريدة الميثاق ومغرب، حيث حررهم من وضعية السخرة التي كانت مفروضة عليهم من طرف القوى الوطنية الديمقراطية، والتي كانت تبقيهم في حالة فقر مدقع او استعداد للفساد، و مكنهم من اجور محترمة ومن سمعة احسن وسط المجتمع ووسط اسرهم، بالنسبة لمن تاتى لهم تكوين اسر وقتئذ، ولم يربط ذلك لا باستقطاب ولا انتماء ولا عمالة لاحد او جهة. قبل استوكي كان الصحفي مسخرا لدى السياسي بلا شخصية ولا كرامة ولا وضعية قارة ولا تغطية اجتماعية، وهذا ما يعود للباحثين النزهاء التاكد منه.
تعازي الصادقة لابنته وفلدة كبده عايدة، التي كان اختياره لاسمها مستوحى من سامفونية.
التعازي ايضا من افراد اسرتي الذين كانوا يستقبلونه بحرارة اثناء زياراته لبيتنا قبل تدهور حالته الصحية