آخر الأخبار

وبــاء ثــقــافــي

المبارك الگنوني

أؤمن ايمانا راسخا بمقولة أن اللصوص لا يقرأون، وأن القراء لا يسرقون، و لكن الذي يؤرقني وما لا أفهمه هو هذا السر الذي يدفع الناس للإحتفاظ بالكتب التي استعاروها بعد الإنتهاء من قراءتها. أساتذة جامعيون استعاروا كتبا لإنجاز بحوثهم، لكنها ظلت حبيسة رفوف خزانتهم الشخصية. في اعتقادي أن المسألة تبدو لي أنها وباء ثقافي أكثر من جرم السرقة. أقــَّر كاتب عالمي مشهور في مقابلة صحفية أنه استعار عشرات الكتب من مكتبات الدولة منذ عشرين عاما و لم يردها حتى اللحظة! وأمام استفحال هذا الوباء علق الرائع “عبد الرحمان منيف” قائلا:” أحـمـق مـن يـعـيـر كـتـابـا و أحـمـق مـنـه مـن يـرده.” وفي نفس السياق، فإن لـفــولـثـيـر الأديب الفرنسي قولا طريفا في المسألة يقول فيه:” لا تُـعِـر كُـتبَـك فـإنـه لـم يَـتَـبَـقَّ في مـكـتـبـتـي الا الـكـتـب الـتـي اسـتـعـرتـهـا! لا أريد أن أقول لكم لا تعيروا كتبكم، فشخصيا لن أرد طالب كتاب ولو كنت أعلم أنه لن يرجعه، ولكنني أريد أن أقول:” أرجعوا الكتب التي تستعيرونها كي تبقى ظاهرة مشاركة الاشياء الجميلة رائجة، وتخلصوا من هذا الوباء الثقافي.
*** مـنـقـول بـتـصـرف من كتاب: ” نـبـأ يـقــيـن ” لأدهم شرقاوي.***