آخر الأخبار

مولودية مراكش و أخلاق الوطنية – 11 –

الفصل الثاني : صدى النضال

1 الوعي :  يبدو أن تأسیس ، ” نادي مولودية مراكش ، كان منطلقا . ونتاجا الوعي سائد في الأوساط الرياضية ، في مراكش ، نتيجة انفراج في السياسة الاستعمارية من جهة ، خصوصا بعد وصول الحزب الاشتراكي اليساري للحكم ، في فرنسا ، والذي حمل بعض أعضائه شعارات تندد بالاستعمار ومن جهة أخرى ، نتيجة نشاط مكتف داخل مراکش ، تمثل في اهتمام الخلايا الجزية ، في مختلف الحومات ، بمحاربة الأمية ، وإذكاء الشعور الوطني . والتوعية بالقضية المغربية ، لأجل دعم المطالبة بالاستقلال ، ولعل تزامن التأسيس الفعلي ، لهذا النادي ، مع تقديم المغرب الوثيقة المطالبة بالاستقلال . في 11 / يناير / 1944 . خير دليل على انتشار هذا النوع من الوعي ، في أذهان أغلب المراكشيين . فماذا عن وعي أهل مراکش ، بضرورة ممارسة الرياضة ؟ يطالعنا شاعرنا المراكشي ، ذائع الصيت ، الجامع ، بين الموهبة ، ورقة العبارة ، ودقة الوصف ، والإقبال على ملح الكلام : محمد بن إبراهيم المشهور بشاعر الحمراء ، يطالعنا بقصيدة طريفة ، يبين عنوانها ، أنها تتحدث بصوت الرياضيين المراكشيين ، الراغبين في تطوير قدراتهم البدنية ، في قاعة الرياضة ، بحي روض الزيتون ، فيقول :

صوت الرياضيين

إن نشأ تحيى سعيدا ++  وقويا كالاسود

اقصد الأستاذ حقا  ++   احمد عبد المجيد

هو خريج ( ديبوني) ++ صرح باريز المشيد

إلى آخر القصيدة.

ما دامت الإنجاز الرياضي ، في القاعة ، هي حديث هذه القصيدة فالمستفيد الأول منها ، هو بطلها ، عبد المجيد ، المعروف لدى أهل مراکش ، يولد المجيد ، صاحب القاعة الرياضية ، في حي روض الريتون ، في مراكش ، خلال أربعينيات القرن الماضي ، فيما المستفيد الثاني ، هو ، ” نادي مولودية مراكش ” ، الذي حظي لاعبوه ، في الخمسينيات ، بالايتفادة من الإشراف التقني لهذه الشخصية الرياضية الفذة ، وهي شخصية كانت ولا زالت ، متاز اهتمام ، وإعجاب المراكشيين ، والسبب ، خضوع هذا المؤطر ، لتكوين رياضي مهم ، في باريس ، وأيضا ، تقدمه ، بالتنسبة إلى مجايلية ، من حيث الأفكار والرؤية المتكاملة ، للمارسة الرياضية المفيدة . أما ما يتعلق بالقصيدة الثانية فهي بعنوان :

نشيد كرة القدم

نحن في الحمراء أسدا   ++     مالنا في القوم ند

أمرنا ما له   رد             ++        اننا الموت الزؤام

نحن أبطال الشجاعة    ++      كل فرد بجماعة

( إلى آخر القصيدة )

كان لازما علي ، إذا أردت أن أنظر في القصيدتين ، أن أتكلم بكلام غير مجرد الشهادة على حدوث نشاط رياضي مواز ، ومما لفعل بنشاد تأسيس ، ” المولودية ” ، في مراكش ، وكان علي ، بدل أن أشرع في تفكيكهما ، أن تكون يستدعي نتائج ، ونتائج تستدعي سبية . وعليه ، لكي أتحدث بشأن أزبط ما بالحد الذي يمني ، حدث التأسيس . لكن ، وجدت أمامي صيدا يحوط تأسيس النادي ، كان لا بد أن أدرك أن أمن القصيدتين ، هو اهتمام أهل مراكش بالاضة ، عموما ، برغم الممارسات المتطاولة ، الناتجة عن الإقامة الفرنسية ، وعن تطاول أذنابها ، أما ما يعطي ، لفعل تأسيس ” المولودية ” ، دلالته ، وتميزه ، فهو وعي المؤسسين الأول المتقدم بالنسبة إلى الكثيرين ، إذ ، جعلوا ممارسة رياضة كرة القدم ، مغلفة بإطار قانوني يحميهم ونحمي اللعبة وتحيي ممارسيها ، إذن ، ها هما القصيدتان ، معا ، تخاطبان القارئ عن شغف أهل مراکش بالرياضة ، الموازي لزمن تأسيس ، ” المولودية ” ، كما سبق لأبي تمام أن خاطينا عن غير عمورية . إذ ، إن للقصيدتين وقعة ، وأثارة إلى اليوم وستبقيان ، بصورة من الصور ، بعد اليوم ، خصوصا إذا تعلمنا كيف نكشف عنهما الستائر ، والحج ، وأدركنا على أنهما شاهدان ، بالقوة ، على شيء آخر اله علاقة بتأسيس ، ” المولودية ” . هناك ، إذا ، علاقة قائمة بين المجتمع المراكشي ، وما تركه لنا من مخلفات ، ما علينا إلا أن نستنبطها من قصيدتي شاعرنا ، محمد بن ابراهيم . لكن ، قد يقول قائل : لقد غالى مؤلف هذا الكتاب ، إذ ، ارتكن إلى قصيدتين ، لا يرى أحد فيهما صفة ” الشهادة ” على حدوث حد التأسيس ، بينما جعل منهما شاهدتين . فيما أجد ، على العكس من ذلك ، فهما ما يحيل على تمتع مراكش ، في أربعينيات القرن الماضي، بنشاط رياضي لافت للانتباه ؛ إذ أنواع الشواهد في التاريخ لا تخض ، قد تكون معادن ، أترية ، ورفا ، حبوبة ، قبورة ، نقوشا ، كلمات ، ألوانا ، خطوط ، حركات ، صورة ، أحلام ، نبأ ، براءة ، لوحة زيتي ، قطعة مسكوكة ، قبا رسميا ، وقد تكون غرة …….. إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، أننا نستمع للقصيدتين ، كما لو أن ناظمما ، الشاعر ، محمد بن إبراهيم ، أحد المعاصرين لنا ، فلم لا يظ المشجعون ، المؤن ، ” إلتزا ” ، شعر القصيدة الثانية ، ودونه ، في قالب غنائي ، ذي إيقاع حماسي ، يختلفون له نغمة آسرة ، لتشجيع ، ” فريق مولودية مراكش ” ؟ سيكون ذلك انتصارا للغة العربية ، السلة الممتعة ، وتكريسا للأخلاق السامية ، في الرياضة ، وضمان الإيقاع موزوي ، ذي دلالات ، ومقاصد و به المتفجون إلى ما تيرنو إليه جماهير الفريق الإنجليزي ، إيفيرول ، من متع آسرة ، أو يزيد .

ولكن.

وما أمر لكن هذه. بل المشكل كله في لكن !