آخر الأخبار

من ورط الوزير ؟

إدريس المغلشي

عرفت الساحة التعليمية احتقانا واحتجاجا غير مسبوق اصاب المدارس العمومية بشلل تام كرد فعل على نتائج حوار لم تكن منصفة وعاكست طموحات وانتظارات نساء ورجال التعليم بل اعادت النقاش حول سؤال يتكرر عند كل ازمة. هل فعلا الوزارة جادة في اصلاح المنظومة ؟ لكن قبل الغوص في حيثيات واسباب ودواعي هذه الانتفاضة .حري بنا ان نشرح بعض الأمور التي اعتملت في الساحة والتي ادت بالوزارة إلى الباب المسدود. وقد وصلنا لخلاصة مفادها ان المولود خرج من رحم الازمة معاقا ولم يحظ باجماع من طرف غالبية القطاع ويكفي القاء نظرة على الساحة وماتشهده من التوثر للوقوف على حقيقة هذا الأمر .
بداية لانشك في أن وزير التربية الوطنية له رغبة أكيدة في حل الإشكالات لكن النوايا لاتكفي في قطاع يعرف ارتباكا وعدم استقرار بل وهناك سببين على الأقل تعيق تحقيق الهدف اولا لقد ظهر جليا ان القطاع اكبر من قدرات الوزير من خلال عدم تمكنه من الوقوف على خصوصياته التي ينفرد بها عن باقي القطاعات الأخرى . ثانيا افتقاده لآليات التواصل وعدم جعل خطابه بسيطا وفاعلا وتبين ان فشله لايخفى على احد.لقد استنتجت من خلال طريقته المتعبة في الشرح انها تستدعي كثير من الأدوات والآليات لفهم مايقصده ،حيث يقدم مفردات مبهمة ليشرح بها اخرى اكثر غموضا . وهو أمر ينسحب على كثير من مكونات الحكومةكما انه لايخرج عن فريق حكومي فرنكفوني لايجيد لغة الدستور العربية للتواصل وبالتالي اثرت على المضامين التي يريد ابلاغها للناس . إن عدم امتلاكه للقدرة على التعبير بشكل سلس وغياب لمسة ابداع في ايصال الفكرة الاساسية جعلت من مداخلاته فرصة للتفكه والسخرية السوداء .السؤال الا يمكن اعتبار فشل الوزير هو بالضرورة اعلان افلاس مشروع حكومي برمته مادمنا نلاحظ ان مكوانتها لم تحقق انطباعا جيدا لدى الشعب بل خطأبعضها ينسحب على الكل بعدما اصاب الجميع التذمر من فاعلية وحضورهذه الكائنات التي انتجت نفورا وكونها لاتمثل المجتمع ولاتسمع الى نبضه ممااصابنا بالاحباط والسخط على حد سواء .
وزيرالتربية الوطنية تم توريطه كذلك في شرح مقتضيات مرسوم غير مشارك في صياغته ولا ضابط لميكانيزماته ومخرجاته مما جعله يقدم صورة لمسؤول غير مستوعب ولامتمكن من المفاهيم فأساء إلى هذا المنتج رغم المجهودات المبذولة .النظام الاساسي المقدم الآن لا يعكس حقيقة رهان الاصلاح ولايترجم شعار النهوض بالتعليم ومنافي لمبدأ التحفيز . وكلها مقتضيات يفندها مضمونه .الوزير يتبنى عمل به من الالغاز والالغام ما لايقدر على فك شفراتها ولا تحاشي الوقوع فيها وقد ظهر جليا من خلال الاسئلة الموجهة بدقة من طرف المتتبعين والمهتمين لتجعله شاردا وخارج اطار النقاش.يبدو ان بعض النافذين في الوزارة والمعمرين بها (مسامر الميدة ) الذين بقوا فيها لمدة طويلة في دواليب وزارة لاتخرج من ازمة إلا للدخول في أخرى ويعتبرون شهود مرحلة عرف فيها التعليم انتكاسةوقد ساهموافي الصياغة المشتركة فتواروا واختفوالحظة الإحراج من أجل احتكار المعلومة وجعل المسؤول الأول يقع في ورطة و يخرج بتصريحات كاريكاتورية في قطاع تعمل به نخبة المجتمع ولا يمكن ان تمرر فيه مغالطات بل يستطيعون تدقيق المصطلحات ومعانيها ومراميها واثرها.وهو امر لا اظن الوزير يعلمه جيدا ولا هو مؤهل ليتقنه.