آخر الأخبار

مــنـثـور الـمـرحـوم بوطـور

المبارك الگنوني

الأديب والمفكر الملتزم والمنظر الحاصف والكاتب الموسوعي الأستاذ سيدي ادريس بوطور لم يمت، مات جسدا وجثة لكن بقي حيا ذكرا وأثرا لعمله النافع. لقد دأبت على جمع أجود تدويناته منذ 2014 الى وفاته ،و وضعتها رهن إشارة أبناءه وأصدقائه في مجموعة “مــنـثـور الـمـرحـوم بوطـور”.أكثر من 1400 من أجود التدوينات تحتاج فقط الي التبويب والطبع من بعض أبناء حاضرة المحيط لتخليد هذا العمل الرائع.
حلق بنا استاذنا إدريس بوطور طيلة سبع سنوات في عوالم المعرفة الرصينة وأغرقنا في بحور شعره وصبابته.متحنا من رحيق منهله أَدَباً شَهِيّاً شَنَّفَ المَسامِعَ ارْتِيّاحاً و حُبّاً بَهيّاً زَادَ في الأنُسِ انْشِرَاحا، فارْتَشفنا مِنْ رَحيقِ أَدَبِهِ جَمالاً واسْتلْطفنا منْ بَريقِ قُرْبِهِ كمالاً ،مِنْ حُسْنِ البَلاغَةِ إِِمْتاعاً بِفَنِّ الصِّيَّاغَةِ إِبْداعاً، غَايةٌ في البَيانِ و التَّبَيُّنِ و رَوْعَةٌ في الإِتْقانِ و التَّفَنُّنِ، بِمَحاسِن التَّعْبيرِ مِنْ رِقَّةِ الأَلْفاظِ كَمَفاتِن الإِحْوِرارِ مِنْ رَوْنَقِ الأَلْحاظِ،تَنْسابُ دُرَرُهُ ماء مُتَدَفِّقاً رَقْراقاً ليَنْظُمَهُ حَرْفاً رَشيقاً بَرّاقاً،بَيَّنَهُ بِفِكْرٍ واضِحٍ جَليٍِّ قَدْ زَيَّنَهٌ مِنْ عِطْرٍ مَليحٍ زَكِيٍّ ،فَما أَجْمَلَ الأَوْقات سعادَةً و ما أَكْمَلَ اللّقاءَات مُواعَدَةً ،لمَّا تَكون في رِحابِ ذي عِلْمٍ و فَهْمٍ ،إِنْ تَحَدَّثَ صَغَتْ إِليهِ القُلوبُ و إِنْ صَمَتَ كَأنَّهُ حِكْمَةٌ تَنوبُ.
لقد مرت سنتان على رحيل الأستاذ سيدي ادريس بوطورولاتزال روائعه في طي الكتمان وحبيسة النسيان.هذا صدى لصرخة مكثومة في أحشائي ابعثها لأهله ولأصدقاه المثقفين بحاضرة المحيط أسفي.