آخر الأخبار

مرايا عمياء : آباء الأنابيب

سعد سرحان

لقد كان الأفذاذ من لذلك فإننا نجد في مؤلفاتهم وسيرهم : هو فلان بن علان بن فلان … حتى أسلافنا يعملون على إطالة أعمار ابائهم وأجدادهم عقدة قتل الاب جاءتنا من ثقافات أخرى . ولأنها جدهم السادس عشر . نتباهي بكل ما هو مستورد ، فإن بعض مثقفينا يضعون امراضهم وعقدهم الغريبة في كتاباتهم وسلوكهم مثلما يضعون علبة المارلبورو فوق طاولة المقهى ، منهم من يقتل أباه ، رمزيا طبعا ، ولا يتورع عن أخذ أن مصروف الجيب من زوج في المغرب ظهرت منذ مدة غير قصيرة عقدة خلق الأب ، فصرنا نجد بعض صغار الكتاب يصنعون لهم آباء مع أنهم ليسوا مقطوعين من شجرة . ففي هذه الحانة أو تلك تجدهم متحلقين حول طاولة الكاتب الأب ويغدقون عليه من بنوتهم متنافسين على مناداته ، لنقل ، با علال مثلا ، فيما با علال يقيس بعدد القنينات التي يرضعونه . أعتقد أنه إذا استمرت هذه العقدة في برورهم الانتشار ( وليس في المنشار ) ، فقريبا يصبح لكل حانة ولكل مقهى علالها علال الأب الذي لا أدري أي نوع من اليتم سيعاني أبناؤه حين يعلمون أنه كان عقيما أصلًا ، مع أنه تصرف دائما كما لو أنه البضع الذي لا يقرع أنفه . أفلم يكن حريا بهؤلاء أن ينادوا القزم قزما ، فهم بذلك لا يهينونه ، وإنما يهينون قاماتهم إذ يسمونه عملاقا . المستنسخ من فقط لو يتخيل هؤلاء الذين يقتلون آباءهم ، ليتوسلوا لهم آخرين في الحانات ، أي أب كان لجرير وقد فاخرىبه وهجا الكثير من الشعراء .

أما الآباء الرمزية فأمرهم موكول للنقد ( واقصد عنا التقد طبعا ) وتحليل الأحماض النووية النصوص كفيل بالكشف عن هوياتهم جميعا .

rbt