آخر الأخبار

مراكن السيارات ولوبي الفساد

قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام بالمغرب ، : ” تتبعنا الحملة ضد أصحاب السترات الصفراء ،وهي حملة تعكس إستياء الناس من سلوكات بعض أصحاب هذه السترات وهي سلوكات تكتسي في بعض الأحيان طابعا عنيفا وإجراميا”.
وأوضح الغلوسي ، أنه لكن إذا تجاوزنا هذه الظاهرة وتعمقنا في الموضوع أكثر وسلطنا الضوء على جوانب أساسية من تدبير مراكن وقوف السيارات والدراجات بمدننا فإننا سنقف عند حقائق صادمة ،حقائق تكشف حجم وخطورة لوبي الفساد الذي يدبر الشأن المحلي ،صراع بين منتخبين على كعكة تدبير هذه المراكن والتي بفضلها تمكن بعض سماسرة العمل السياسي من جني أرباح طائلة بعضهم لايعرف حتى كتابة رقم هاتفه أو اسمه على الورق منتخبون فاسدون وثروات مشبوهة وعلاقات مريبة مع شركات وأشخاص للإنفراد بالبقرة الحلو، شركات تهيمن وتحتكر هذا السوق ضدا على مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ،توزع الإتاوات “والهدايا “يمينا وشمالا وتستعمل إمكانياتها المادية والبشرية في حملات إنتخابية لهذا الطرف أوذاك حسب حجم الصفقة ومردوديتها ،في حين يتم إستبعاد شركات أخرى يسيرها بعض الشباب الطامع في الإفلات من واقع البطالة والفقر ويتم توظيف نظام الإستشارة الذي تتم صياغته على المقاس لإقصاء هذه الشركات وإبعادها من دائرة المنافسة وتعبيد الطريق للشركات المحظوظة
فعلى سبيل المثال فقط هناك شركة بأكادير تسيطر على هذا المرفق بالمدينة والمدن المحيطة بها بل وبمراكش ومدن أخرى ويمتد نفوذها حتى إلى الأسواق وقدإتصل بي بعض المتنافسين الذين اشتكوا من سلوك هذه الشركة وراسلوا العديد من الجهات لكن دون جدوى ويبدو أن علاقاتها المتشعبة والوسائل التي تستعملها قد جعلت منها الشركة المحبوبة والمفضلة لدى بعض المسوؤلين
على وزارة الداخلية أن تتدخل لتفتح تحقيقا معمقا حول شبهات فساد وإختلالات جسيمة بمرفق تدبير مراكن وقوف السيارات والدراجات ،تحقيق من شأنه أن يكشف حجم الفساد بهذا القطاع الحيوي وأن يعري وجه بعض المنتخبين الذين راكموا ثروات على حساب حلمنا بمدن واعدة تضاهي مدنا عالمية.