آخر الأخبار

مراكش ألف حكاية و حكاية

 الحاكون / الحكواتية

 

يتميـز الحاكـون / الحكواتيـة في الساحـة بأنهـم لا يتجاوزون عـدد الأصابع ، فضلا عـن كـون حـلـقـاتهم تنقسم جغرافيا أو مكانيا ، فهناك ثلاث حلقات تقام في ساحة صومعة الكتبية ، وثلاث حلقات تقام في الساحة ، أصحابها مـن يـقـرأ من الكتاب مباشرة ، ومنهم من شـفاهة اعتمادا على الذاكرة وهـم الأكثر . هناك المختص في ألف ليلة وليلة ، والمختص في سير عنترة بن شـداد وسيف بن ذي يزن ، وذات الهمة ، والإسماعيلية . وقـد يستمر سـرد كل سيرة من هذه السير قرابة سنة ، لتنتهي وتبـدأ الأخـرى . يتمتـع الـراوي بثقـة شـديدة وهـو يحكي عن البطل وأشخاص الحكايـة . وقـد يـأتي بأمثلة خارج السياق ، وهـو تـارة يصفق بيديه وتارة يستعمل عكـازه سيفا . وفي الحلقـة أشخاص يبيعـون الشـاي والقهوة ، أو يكرون قطعة كرتون للجلوس . ويروى أن أول

حال في الساحة ، هو ( مجيد ) في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي ، كان يشرع بعد البسملة والصلاة على الرسول في سرد قصص ألف ليلة وليلة بصوت رخيم وبحركات مسـرحية وتوقـف وانـدهاش يتجـاوب معـه المتفرجون . وكان يروي حكاية الحرازو يبدأها قائلا : ” حـراز مـن لعكاز حكيم ، قـاري زردايـة يـا فهيم ، قاري علم التنجيم … ” ” سـادتي بعـد الصـلاة والسلام على بدر التمام ، قـال ياسادات يـا أهـل الجـود والإفـادات صـلوا على صاحب المعجزات ظاهر الآيات ترجع سيرتنا إليه يبشر في وجه من يصلي عليه ، وهو حبيب الحبيب ، صاحب البغلة والقطيب ، والناقة والنحيب ، ومن صلى على الحبيب لايخيب وليس يخيب ، وهـذا يـا سـادات كما يسرنا والله أعلم وقضى وأحكم بغيبه وسلطانه …. ” ومن أشهر الحاكين في الساحة خلال الستينات والسبيعينات والثمانينـات مـن الـقـرن الماضي : إدريس ، والحسين ، ومحمـاد وقـد أبـدعـوا فـي الحـكـي . ويكـاد جمهورهم يكـون قـارا لا يتغير . وهناك من يروي الحكاية صباحا مثـل الحـاكي المختص في ألف ليلة وليلة ، أما الآخرون فيشرعون بعد صلاة العصر مباشرة ، وبمجـرد آذان المغرب يتوقف الحاكي / الحكواتي عن الكلام المباح إلى الغد ، بعد أن يختم بالصلاة على الرسول . ولا يجبـر الجمهور على الأداء بل يتركه للرغبة والأريحية ، ولا يبخل الجمهور بدوره على الحاكي . وأحيانا يهديه بعضهم قوالب السكر طالبين منه ، إذا أكمل السيرة التي يوشك إتمامها أن يبدأ الموسم الجديد بالسيرة الفلانية . وقد توفي جميع الرواة القدامى ، وحل محلهم بعض الجدد ، ومن أشهرهم كمـا هـو مـعـروف- باريز ، الذي استفاد من ثورة الإعلام واكتسب شهرة أكثر من الرواد .