آخر الأخبار

ليلة القدر بمراكش

ليلة القدر عند بعض النسوة : فرصة العمر لتطويع الزوج أو لطرد العكس 

اشتهرت ليلة القدر بمدينة مراكش، بتداول السكان حول عملية ” انشقاق ” السماء في وقت معين و ظهور ” سيدنا قدر !! ” الذي يلبي طلبات كل من كان صاحيا، في المسجد حيث كان العديد من الشبان يقضون الليل داخل فناء مسجد ابن يوسف التاريخي، يترقبون انشقاق السماء و ظهور ” سيدنا قدر ” لطلب النجاح و هناك  من كان يطلب النقود لاقتناء دراجة هوائية ، قبل ان يفاجئهم القيم عن المسجد و يطلب منهم مغادرة المسجد بعد ان استسلموا لنوم عميق على حصير المسجد .

و هناك اعتقاد آخر أن الجن و العفاريت يقيدون قبل شهر رمضان بثلاثة ايام ليطلق سراحهم ليلة القدر التي تم الاجماع على انها تصادف ليلة السادس و العشرين من رمضان، رغم أن الرسول ( صلعم ) لم يحددها لصحابته .

الا ان بعض النسوة يستغلن الليلة للقيام بأعمال الشعوذة، الهدف الأساسي منها تطويع الزوج، تجنب ” العكس ” للفتاة التي لم تتزوج بعد، طرد النحس عن أهل البيت و غيرها من المطالَب، يدعي العديد من الدجالين القدرة على فك طلاسمها اعتمادا على مواد تنطلق من ديك اسود لتنتهي بمخ الضبع، مرورا بلسان الحمار، زغب الفار اليتيم، فرج الضربانة العزباء، يد الميت ، و أعشاب لتحضير ” باخا ديما يقول واخا ” .

كان المراكشيون يعتبرون ليلة القدر كيوم العيد، يرتدون خلالها ملابس جديدة، يضعون أبخرة خاصة فوق الموقد مع آذان المغرب للترحيب بأهل المكان ( الجن ) يحملون أطباق الكسكس الى المسجد، و ما لذ من الطعام، لتقديمها للمصلين الذين يقضون الليل أمام الرب في الصلاة ، كما يتم الاحتفال بصيام الصغار، في مناسبات عائلية خاصة لكن البعض لا يهمه من ليلة القدر سوى رد الاعتبار بطرق ميتافيزيقية تعود قي غالب الأحيان بالضرر على الاسرة و لا ينتفع منها سوى الدجال او العرافة التي تعمل على ابتزاز الراغبات في تطويع بعولتهن او طرد النحس على فتياتهن، و احيانا يطلبن توفير العمل للشبان ، كل ذلك يهيئ خلال ليلة القدر التي اخبر القرآن أنها ” خير من الف شهر ” بالنسبة للعبادة و التقرب من الله، لكن البعض يعتبرها فرصة العمر للظفر بملذات الحياة، الى حين السنة المقبلة .

منذ الزوال تتيه النساء في البحث عن مستحضرات ولوازم السحر والشعوذة، عند دكاكين تشبه المتاحف بما تعرضه من حيوانات ، طيور ، و قوارض محنّطة أو مجففة، بالاضافة الى اكياس قديمة بها أعشاب و معادن ، تتخللها شموع  بألوان مختلفة، و جلود الثعابين الضخمة و بعض الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى عدة أصناف من ريش الطيور .

و في انسجام تام تتقدم المرأة من العطار، الذي لا يعير اهتماما لبقية الزوار ، ومن خلال دردشة قصيرة تليها حركة الرأس التي تدل على الإيجاب يغوص العطار  داخل  دكانه لجمع المواد المراد تناولها سواء باليد  أو  من خلال مغرفة   حديدية توصله   الى اكياس داخل الدكان الذي يضيق بالأكياس و الاكسسوارات ، ليصف لها الطريقة الامر الذي لا ترغبه العديد من النساء المتكثمات في جلابيبهن و يضعن الخمار على وجوههن، حيث يتجهن  مباشرة الى العرافة التي تعد طريقة التحضير و كيفية الاستعمال .

و افاد العديد من العطارين التقليديين بالمدينة العتيقة، أن ليلة القدر و ليلة عاشوراء تعرف تجارتهم رواجا كبيرا ، يضاهي دخل ايام السنة احيانا، باستثناء زيارات خاطفة لبعض الاجانب الذين استقروا بالمدينة العتيقة و انخرطوا في اعمال الشعوذة خصوصا النساء بإرشاد من خادماتهن المغربيات .

و يبقى المستهدف من ليلة القدر هُو الزوج / الفرعون الذي تتمنى المرأة، كسر عناده و جعله خاتما في إصبعها، ليبقى بجانبها طيعا لا يرد لها طلبا، و هي لا تدري انها تقدمه له سموما لتناولها قد تكون لها عواقب جد وخيمة مستقبلا، تضطره لملازمة الفراش تحت رعاية الزوجة، غالبا ما يتوقف عن العمل، لتدخل الاسرة في دوامة يصعب الخروج منها بعد ان استشرى المرض في جسد الزوج الذي كان يعيل الاسرة، قبل أن يتحول الى عبء عَلَيْهَا، وهو ما يصطلح عليه ب ” التوكال ” .

و من الوسائل التي يتم الاعتماد عليها ايضا خلال ليلة القدر، ” الزيف ” الذي يتم استعماله بعد الاجتماع و الذي يتم إحراقه على نار هادئة كالشمع مثلا، وكل ما احترق الثوب يشعر الرجل بالم حاد في الرأس،الى أن تطفئ المرأة الشمعة بعد ان تقدم لزوجها كوبا من الماء يشعر بعده براحة ، وهناك من تهيء الكسكس بيد الميت، حيث غالبا ما يتم في غفلة من أسرته لحظة وفاته، تتقدم بعض النسوة حاملة كمية من الكسكس، و تضع يد الميت به، و احيانا يهيئ الكسكس برأس الكلب، أو لسان  الحمار ، أما مخ الضبع، فتضعه المرأة داخل ملابسها، لكي تشل حركة الرجل أمامها، و هناك بعض النسوة يعلقن داخل ثيابهن قطعة من جلد الكلبة أو ذيلها، لاثارة انتباه الرجال. 

وهناك وصفات أخرى في ليلة القدر تروم ازالة العكس عن الأبناء، و الاحتفاظ بالرجل و ابعاد السحر عنه من طرف احدى الجارات، دون جلب الأداء له، وغالبا ما تتكون من الشبة و الحرمل، و مواد إخرى يصطلح عليها ب ” التفوسيخة ” التي تجنب الاسرة السحر فقط، الى جانب أبخرة عطرة كالجاوي و عود القماري، تقوم بها  بعض الزوجات.  الراغبات في الحفاظ على استقرارهن الأسري، لي س الا .

و تجدر الإشارة إلى أن اعمال الدجل و السحر، لا ترتبط بالنساء فقط، بل هناك بعض الرجال يلجؤون اليها للانتقام أو تحقيق أغراض شخصية وهناك من يستعملها لاستمالة النساء، كما أنها لا ترتبط بالأمية حيث تشترك العديد من النساء المتعلمات و الموظفات في الظاهرة وغالبا ما يتقنعن بالجلباب و الخمار للذهاب عند الشوافة أو العطار بهدف التحكم في الزوج تارة و تحقيق أهداف خاصة تارة أخرى و أحيانا الانتقام داخل مقر العمل الذي يعرف حروبا باردة تلجأ بعض النسوة الى الدجل لتحقيق انتصار يبوؤها مكانة لدى المدير أو المسؤول المباشر .