آخر الأخبار

لنهتم بالأساس و الاستراتيجي

َلنهتم بالاساسي والاستراتيجي الذي سيكون له مابعده، اي اعتراف القوة العظمى الاولى في العالم ذات الثقل المعروف والاثر على مواقف عدد كبير من دول العالم بمغربية الصحراء واعتزامها فتح قنصلية في مدينة الداخلة باقاليمنا الجنوبية، ولا ننسى ان للاعتراف الموقع من طرف الرئيس ترامب قوة قانونية، بالاضافة الى بعده السياسي والمعنوي.
التطبيع ثانوي، لانه ، وعلى عكس دول اخرى، قائم في الواقع وشامل لمجموعة من القطاعات وليس جديدا كي ينظر اليه كما لو انه حدث وصادم، واليهود المغاربة يزورون المغرب بكثافة ويحبونه ويدافعون عنه، لانه ارض اجدادهم مند غابر الازمان، التي اقتلعوا منها وهجروا بعد اقامة الدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة، ويقيمون به تظاهرات دينية كبيرة، والمغرب يعتبرهم من رعاياه ولم ينزع عنهم جنسيته، التي لاتنزع كما هو معروف الا في حالات نادرة، ويذكر ان فلسطينيين من اصول مغربية تمكنوا من استرجاع جنسية اجدادهم عندما طلبوها.
لربما لم تكن الدولة راغبة في التطبيع مع نتانياهو واليمين، لكنها كانت مستعدة له لو تولى الحكم اتجاه مستعد لاحياء مسلسل المفاوضات والسلام مع الفلسطينيين، واليوم تقوم بصفقة تنطلق من حساب المصلحة الوطنية العليا، المتمثلة في وحدة التراب الوطني، مع تاكيدها على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية والمؤكدة على هوية القدس العربية، ومع جعل التطبيع يقتصر على احياء مكاتب الاتصال وليس سفارات وعلى فتح الاجواء لخطوط الطيران لنقل اليهود من اصل مغربي او السواح الاسرائيليين الى المغرب.
اذكر في هذا السياق ان الدولة المغربية ومعها النخبة الوطنية كانت قد رفضت التفاوض مع الفرنسيين حول الحدود بين المغرب والجزائر وحول تندوف وبشار والقنادسة وارجات الامر الى ان تحوز الجزائر استقلالها، مراهنة على الحكومة الجزائرية المؤقتة وقتئذ وعلى الاتفاق المعقود معها بهذا الشان، لكن الذي حصل هو ان الانقلاب على هذه الحكومة في صيف 1962 من طرف ماعرف بجيش الحدود قد جعلنا نخسر جزء مهما من اراضينا الحقه الاستعمار الفرنسي بالجزائر الفرنسية وقتئذ، ونواجه كذلك مشكلة الصحراء. الحسابات الخاطئة والساذجة، مهما كانت درجة مبدئيتها ونبلها، تقود الى خسارات كبرى والحسابات العقلانية وحدها تقود الى النتائج المرجوة. والاهم هو اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في انتظار اعتراف دول كبرى اخرى، ولم لا الصين التي واجهت مثلنا مشكلة استكمال وحدتها الترابية وماتزال الى اليوم.

محمد نجيب كومينة / الرباط