آخر الأخبار

فشل الدبلوماسية الجزائرية

محمد نجيب كومينة 

اعاد النظام الجزائري الى الخارجية رمطان لعمامرة بديلا لبوقادوم، الذي كانت بعض الجهات ترشحه لمناصب اعلى قبل ان يفشل فشلا دريعا امام الديبلوماسية المغربية، اختيار العمامرة جاء ليؤكد ان النظام الجزائري الفاشل، والمرفوض شعبيا ودوليا، لم يعد له شغل اخر غير مواجهة نجاحات المغرب الدولية المتوالية، والتي كان الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء وفتح عدد من القنصليات باقليمنا الجنوبية من علاماتها البارزة، ولذلك اختار الرجل الاكثر كرها للمغرب والمغاربة، الذي دفع بابنته الى ان تكون صوتا للانفصاليين، والاكثر خبثا و الاقل اخلاقا، كما تبين ذلك لدى توليه للخارجية في ظل بوتفليقة و قبلها لمجلس الامن والسلم بالاتحاد الافريقي.
لقد وقع الاختيار عليه، لانه مدين بصعوده لمعاداته للمغرب في الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لا اكثر، و لانه ايضا معاد لبني جلدته من القبائليين، ويختلط فيه البعد الديبلوماسي بالبعد المخابراتي ويجمع الخبث من طرفيه، لذلك لا عجب ان يكون اول استقبال رسمي ينظمه لفائدة تابعه قفة المسمى ولد السالك، الذي كان بالنسبة له ديلا يجره وراءه و يدخله الابواب، في اشارة الى العودة الى الماضي.
لكن ما لم يفهمه العمامرة ان الماضي مضى وانقضى وان هناك معطيات ميدانية جديدة سواء في المنطقة او في القارة او في الساحة الدولية جديدة سيصعب عليه التعاطي معها باستعمال نفس السم الذي تعود على نفثه، وهذا ما من شانه ان يجعله يصاب “الجعرة” بكل تاكيد، وهو ما يجب على الديبلوماسية المغربية الانتباه اليه ورشه بالماء البارد، و ما من شانه ان يقوده الى فشل اسوا من بوقادوم الذي وظف كل طاقته كي يكون خبيثا مثله و معاد للمغرب بشكل بالغ الفجاجة ارضاء لرب ادزا ير حاليا شنق ريحة .
العمامرة شخصية خبيثة لكنها تجر ضعفا بينا على اكثر من مستوى، ووحدها الصدف و دعم جنوب افريقيا و حلفائها جعلته يبرز بالصورة التي برز بها كديبلوماسي مخابراتي مجنون بالعداء للمغرب، و لذلك وجب على الديبلوماسية المغربية اظهار ضعفه امام الشعب الجزائري اولا و الكشف بذكاء عن كونه رجل يهمه ان يلحق الضرر بالمغرب اكثر مما تهمه مصالح الجزائر، اما علاقته بالقبايل فمنقطعة وعدائية قبل الان، وستزداد في ظل القطيعة التي تتعمق بين منطقة القبايل و نظام الجنيرالات.
اختيار العمامرة اختيار للقطيعة النهائية والعداء السافر للمغرب، لذلك يجب على المغرب ان يتصرف وفقا لهذه الرسالة العدائية و كفى ادبا. العلاقة مع الشعب الجزائري الشقيق لا تمر عبر من يرفضهم هذا الشعب رفضا قاطعا عبر عنه بالحراك و بالمقاطعة الواسعة للاستحقاقات الانتخابية المزورة وللاستفتاء على الدستور.
كل عوامل الفشل تحيط بمهمة العمامرة، لذلك وجب التصرف بذكاء و دقة متناهية وهدوء في كل الواجهات لجعل ذلك الفشل يظهر سريعا، ولجعل الرجل المشحون نفسيا بالعداء والضغينة يسرع الخطو نحوه، ومن المؤكد ان رب ادزاير شنق ريحة لن يتركه يمشي الهوينى.