آخر الأخبار

غزوات الرسول ( صلعم )

ثم ضُرب الحصار حول المدينة، ومما زاد الأمر سوءًا غدر بني قريظة الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضاقت الأرض بما رحبت على المسلمين، واجتهدوا بالدعاء فجاءهم الفرج من عند الله تعالى، وبعد فترة من الحصار دبّر الله -تعالى- أمراً من عنده أدى إلى الفرقة بين الأحزاب، ثم أرسل عليهم جنود الرعب والريح فانتزعت خيامهم، وقلبت قدورهم، فقرروا الانسحاب والعودة إلى مكة خائبين.[٧] غزوة بني قريظة بعد تراجع الأحزاب عن حصار المدينة المنورة وانسحابهم، كان لا بُدّ من عقاب يهود بني قريظة على خيانتهم، فبعث الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- ليأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بقتالهم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤذن بأن يُنادي بالنّاس قائلاً: (لا يُصلِّينَّ أحدٌ العصر إلَّا في بنِي قُرَيظة)،[٩] فانطلق المسلمون وضربوا حصاراً شديداً على حصون بني قريظة دام خمسةً وعشرين يوماً، حتى تعبوا من المقاومة، وقذف الله -تعالى- في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١٠] وفي ذلك الوقت طلبت الأوس أن تحكم في بني قريظة؛ لأنّهم كانوا مواليهم في الجاهلية، فوافق النّبي -عليه الصلاة والسلام- على تحكيم سعد بن معاذ رضي الله عنه فيهم، وقال له: (احكُم فيهم، فقال: فإنِّي أحكُمُ فيهم أن تُقتل مُقاتلتُهم وتُسبى ذراريُّهم وتُقسم أموالُهم، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد حكمت فيهم بحُكمِ الله ورسوله)،[١١] وتم القصاص من بني قريظة على ما قدمته أيديهم من الخيانة.[١٠] غزوة فتح مكة وقعت غزوة فتح مكة في شهر رمضان من العام الثامن للهجرة، حيث دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وبرفقته عشرة آلاف مقاتل، وأمرهم بعدم استخدام السلاح إلا حال تعرضهم لهجوم مسلح، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال إلا ما ندر، وبعد أن تم الفتح عفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أهل مكة ولم يقتل منهم أحداً.[٥]