آخر الأخبار

عفوا لا نريد شكرك

عفوا…
لانريد شكرا.
ساخاطبك بلقبك “العثماني ” مع حفظ الالقاب ففي زمن كورونا تساوت المناصب وأصبحنا سويا نعد الأيام خوفا من موت مفاجئ رغم أننا نعتقد جازمين أن الأعمار بيد الله وأن لكل أجل كتاب ، وأن الدولة تقوم بمهامها في إتجاه حفظ صحة المواطن وضمان بقائه على هذه البسيطة وهو من صميم دورها ومهامها ، ونحن ممتنون لكل المجهودات المبذولة في هذا السياق ، ونحيي كل جنود الوطن الواقفين على حدوده الساعيين لنهضته كل من موقعه وحملة رسالة العلم الذين ظهر جليا أن دور الوقاية لوحدها لايكفي بقدرما نحتاج لتشجيع البحث العلمي عوض البقاء في قاعة الإنتظار.
إسمح لي أن أوجه لكم هذه الرسالة بهذه الطريقة ، وليسع صدرك للكلام مادمت انتدبت نفسك من جديد للمسؤولية بعد سقطة 2013 ، وأصبحت رئيسا للحكومة في مارس 2017 نتيجة البلوكاج المعلوم والذي نسف في إعتقادي الشخصي المتواضع على الأقل كل ماتبقى من طموح لدي نحو الديمقراطية . ونحن نتلمس الخطوات الأولى على دربها مع كامل الأسف ، أتساءل فعلا هل البطاقة الموضوعة في صفحتك الشخصية على الفيسبوك بخلفية تحمل العلم الوطني كتبت بتروي وعمق تفكير وهي تقصي فئة علمت سيادتك في الصفوف الأولى منذ نعومة أظافرك كيف تحمل القلم لتخط الحروف الأولى ، شكرا….ولسنا مقترين ولا إقصائين حتى نرد بالمثل، لقد كان الرد منك مجزيا وموفيا فعلا فكلما حانت فرصة سانحة “لرد الصرف ” لها إلاوسارعت الخطى بشكل حثيث لذلك ،
ماهاذا العقوق ، وماهاذا الجفاء ؟
فعلا نحن نعيش أزمة أخلاقية قبل أن تكون أمرا آخر ،لا أحتاج لأبين لكم سيدي دور هيئة التعليم ،لأننا مع كامل الأسف حين يصبح من الواجب علينا في كل مرة الخروج لشرح وتوضيح دورها في المجتمع فإننا نعيش حقيقة أزمة بنيوية و إشكالا عميقا. كتبتم الشكر لكل الفئات ونحن بدورنا لا ننكر هذا ، وكمسؤول عن كل الموظفين والفاعلين كان حري بك وأنت تعتزم تحقيق هذا السبق أن تكتب بصيغة العموم لا أن تلجأ للتخصيص والحصر فسقطت سقطتك المدوية يوم 24 مارس، يوم لاينسى كسابقيه في الإساءة ، فلا المرحلة الأولى أنصفت ولا في الإستدراك أدركت. فخالفت الأعراف وقواعد اللباقة . فعن مسار أهل الفضل إنحرفت.
شكرا لكم لأنكم أفصحتم عما بدواخلكم فقراءة أولية للبطاقة ومارافقها من تبعات أوضحت بالملموس أن أزمة هذا الوطن الحقيقية هي إعتبار التعليم ليس أولوية لديكم. مهما تعالت أصواتكم. فالواقع يفند كل إدعاءاتكم ، في زمن تفشت فيه مظاهر التخلف والتفاهة وأبواقها المترصدة حيث راكمت الثروات من خلال الريع والسفاهة في التدبير و حين اشتدت الأزمة لم يجد الوطن سوى رجالاته المخلصين الذين أبانوا عن جاهزية وتعبئة أعادت الوطن لمرحلة تجديد الوعي بالإنتماء له وأن الكل سواء أمام أزمة وجائحة لم ترحم كل بقاع المعمور.
لن أربط بين مادونتموه والذي أعتبر أنكم بمضمونه ضيعتم فرصة للتحلي بثقافة الإعتراف لفئة مهمة في النسيج الإجتماعي وبين المرسوم المعلوم الذي يقضي بتأجيل كل الترقيات في أفق الأزمة . لكن لا أفهم السياقات الزمنية والأسباب التي دفعتكم للخروج بهذه الطريقة والتي تعطي الفرصة لخصومكم السياسيين في ظل الأزمة وشعار الوحدة الوطنية التي ترفع في كل وقت أن يربطوا بين الوضعيتين مستغلين أخطاءكم وتسرعكم في نفس الوقت . فشرعوا مسرعين في عملية ” تقطار الشمع على سيادتكم ”
ألم تسمع بأن العجلة تقتل ؟ لقد أقصيتم بخرجاتكم الغير محسوبة الفئة مرتين .الأولى من الشكر والثانية من التحفيز والحال أن معظم نساء ورجال التعليم يقومون بمهامهم وبمجهودات شخصية بإبداع منقطع النظير دون سند في غياب وزارة بؤس تسمي نفسها وزارة التربية الوطنية وعلى رأسها مسؤول تخلى عنها في أول منعطف كالمعتاد .في الحقيقة لا أجد له وصفا ينطبق عليه سوى “لمرعود ”
لانريد شكرا…!
عفوا لانريد شكرا…! لأن أصحاب الرسائل النبيلة لاينتظرون كلمة شكر من أحد فقد تلقوها من أعالي السماء ، إنهم رسل كل الأزمنة فكيف يعز الدعاء .
انتظروا مقال ” لمرعود ”
ذ ادريس المغلشي.