آخر الأخبار

صناع الزواق

إدريس المعاشي

هم أناس يجيدون اللعب بالمعلومة لكن تفضحهم الوقائع وتعريهم الأحداث مهما حاولوا تزييف الواقع ، دعك من التصريحات المنمقة امام شاشات التلفاز التي لاتنقل الحقيقة كما هي ،كثير من كلام المسؤولين واسئلة الصحفيين لم تعكس الصورة الحقيقية والواقع المروبقينا رهائن لمنهجية عقيمة لاتنتج سوى الفشل وتعطيل مصالح الناس ومقدرات الوطن.من اشكالياتنا التدبيرية للاسف على مر السنين اننا نبالغ في الاحتفالية لاوراش على الورق لم تولد بعد والتي لم نستطع بعد الحد منها كظاهرة استفحلت واستشرت في مرافقنا الادارية ، والتي اصبح لها روادا ومنخرطين ولم نسمع بمحاسبة مسؤولا واحدا عن هذا الهدر المكلف ، ليشكل في المحصلة النهائية حدا فاصلا يوقف النزيف .
من يشاهد شريط فيديو استقبال تلاميذ الحوز بالتمر والحليب بمراكش باحدى الثانويات مستقلين حافلات من الدرجة الأولى ومحاطين بكل ممثلي السلطلة ،والفرحة بادية على محياهم وتصريحات متفائلة سواء من التلاميذ أو من آبائهم كل الشروط توحي بنجاح العملية .ولانملك سوى تثمين المبادرة الحريصة على استمرارية الدراسة والمواكبة وتغيير اجواء امكنة تحمل ذكريات أليمة فقد فيها البعض افرادا من عائلته وقد تساهم بلاشك في الدعم النفسي للتلاميذ. لكن تساءلت مع نفسي في طي هذه الاجراءات والمبادرة النبيلة لماذا لم يدبر الاشكال محليا داخل نفس الاقليم بالنظر لشساعته وحفاظا على تحصين نفس البيئة ؟هل تمت العملية بقراءة استباقية للأثر النفسي والبيداغوجي على الفئات المستهدفة،لاننا نحتاج لتقييم الاجراءواثره على المستهدفين. لاان نلقي بهم في بيئة وكاننا نتخلص من مشكل وهو امر يحتاج لخبرة ومراكمةعمل تستثمركل مشاعر الوحدة واجواء التضامن التي صنعها الشعب بقيادة جلالة الملك. ملاحم ابهرت العالم باسره.ومن مسؤوليتنا جميعا الحفاظ على رصيدها واغنائه . لكن هناك من لايقدر تلك المسؤولية وذاك الجهد الخرافي المتيز والنوعي ليعمق جراح الخيبة والتذمر ويرجعنا لنقطة الصفر ،اجراءات لم تقدر المسؤولية وتجسد لحظة تهاون وتراخي ترسخ ثقافة الزواق والترقيع .
الفيديوالذي انتشركالنار في الهشيم كشف عدة حقائق صادمة ومؤلمة عن واقع التدبير في مصالحنا وقطاعاتنا الاجتماعية . بعدما راينا كيف اختفى الزواق والكرنفال والصور والبهرجة وبدا الواقع الحقيقي للمعيش اليومي. فضاءات استقبال دون المستوى بيوت بلااسرة لا اغطية مع غياب الماءوالكهرباء وخزانات محطمة مترهلة لعبت فيها الفوضى وغيرها من الضروريات المفتقدة .شريط مدته قصيرة لكنه يحمل كثير من الاعطاب لعقلية ولى عنها الزمن ومن موقع المسؤولية تحتاج لتقديم استقالتها حفاظا على ماء وجهها قبل اعفائها . لانها لم تحترم لا الظرفية ولا التوجيهات الملكية ولا القرار الاخير الذي اعتبر متضرري الزلازل الذين فقدوا آباءهم مكفولي الامة .امام هول الصدمة لايسعناسوى التنويه بيقظة ووعي التلميذة التي وثقت هذه الفوضى وهذا الإهمال وعرت هذا الواقع المر الذي عايشه التلاميذ من قبل وطبعوا معه. لكنها لم تتقبله ورفضته .