آخر الأخبار

زياش

إدريس المغلشي 
ذاك الفتى العنيد .لاعب قدم درسا بليغا في الوطنية كما في فن اتقان اللعبة التي احبها منذ الصغر . بقي متمسكا بوطنيته رغم كل المواجهات ولم يلتفت اتجاه دولة هولندا التي احتضنته من اجل التجنيس .لم يقبل ترديد نشيدها الوطني بل رجع لاحضان وطنه الأم المغرب. الفتى الودود يتمسك بحضن امه في كل صوره المبثوثة في صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي .وكأنه طفل لايكاد يغادر مجلسها. كيف لا والام قد ساهمت في جعل ابنائها أوفياء لوطنهم .
عجيب امر هذا الفتى الذي كلما سلطت شاشة التلفزة الناقلة للمباراة عليه وجدته واقفا ضمن صف اللاعبين وهو في مقدمتهم مغمض العينين رافعا رأسه للسماء شامخا سابحا في ملكوتها يناجي ربه مبتعدا عن وجه البسيطة وكانه يحلق في فضاء لامحدود .صامتا وصورته تنطق بألف كلمة وكلمة .قلبه تكفل بترديد النشيد الوطني .يشكر الله على هذه الالتفاتة والتي من خلالها تم رد الاعتبار لدوره الفعال في نهضة كروية اسمعت العالم باسره اسم دولة المغرب والتي اصبحت حديث الجميع . لاعب بمواصفات عالمية صححت منظور جل المتتبعين الذي اعتبروا تجربته في نادي شيلسي الأخيرة تجربة فاشلة . اعاد بحضوره في محطة مونديال قطر 2022 تصحيح معادلة من كانوا يراهنون على نهاية مساره .لاعب يولد من جديد من قلب المعاناة ويدشن تجربة جديدة تنبئ ان هناك تنافس شرس من اجل الظفر بصفقة حيازة موافقة ضمه كلاعب متميز. اغلب الانتصارات التي حققها المنتخب كان من ابرز صانعيها .يجيد المراوغة في امكنة ضيقة بقدم يسرى سحرية تستطيع ان تفتح ممرات في منطقة الفريق الآخر .تمريراته العرضية بالدقة المطلوبة قد تغير مجرى الاحداث داخل الملعب . يعتبره اغلب المحللين نقطة ارتكاز قوة في صف المنتخب لانه وصل مستوى من النضج يستطيع ان يساهم في انجازات مستقبلية .
زياش الفتى المشاكس الذي لايقبل الضيم وقد يثور على كل محاصرة او محاولة سلطوية .لقد استطاع في الاونة الاخيرة ان يفند مقولة نهاية لاعب فوضوي سواء من طرف المدرب السابق حليلوزيتش او رئيس الجامعة القجع نفسه .زياش ارجعه للميدان الجمهور وهاهو يرد الجميل للجميع في كل من وضع الثقة فيه لأن ما يذكي فنية كرة القدم وتفوقها ليس اللياقة البدنية والموهبة لوحدها بل الحس الوطني كذلك .