آخر الأخبار

زهــر الأكــم فــي الأمـثـال والـحـكـم

إدريس بوطور

غالبا إذا ما أردنا تقصي البحث عن أحد الأمثال السائرة أو الأقوال العربية المأثورة نقصد كتاب “مجمع الأمثال ” للميداني ، أو كتاب “جمهرة الأمثال ” للعسكري ، وهما عالمان لغويان مسلمان من فارس في القرنين الهجريين الرابع والخامس . في حين يمكننا الحصول على ما نرغب فيه دون ان نبحث في مراجع شرقية قديمة من خلال مرجع مغربي أصيل عنوانه “زهر الأكم في الأمثال والحكم ” لمؤلفه العالم المغربي الأمازيغي أبي الحسن اليوسي في عهد السلطان العلوي المولى اسماعيل والقرن الحادي عشر الهجري . ورغم أن هذا المؤلف مبتور ولم تتم تكملة كتابة سائر فصوله لأن الموت اقتحم طريق كاتبه ومنعه من مواصلة السير ، رغم ذلك فإن ما تم تأليفه يعتبر دخيرة ثقافية وفكرية عظيمة النفع والفائدة . كتاب “زهر الأكم في الأمثال والحكم ” مصنف في ثلاثة أجزاء ، قام بتحقيقه الاستاذ المؤرخ محمد حجي عميد كلية الآداب بالرباط قيد حياته . لم يتبع الحسن اليوسي في تأليف كتابه منهج الميداني في مجمعه ، او العسكري في جمهرته بل أضاف لذلك اشتقاق الكلمات التي تكون الامثال والحكم المعروضة ** يعتبر اليوسي من جهابذة اللغة العربية بالمغرب ومن العلماء النحارير الذين أسسوا لدعائم الزاوية الدلائية بآيت اسحاق بالأطلس المتوسط والتي كانت بالاضافة الى دورها السياسي مركز اشعاع فكري هام وصل مداه الى تومبوكتو بدولة مالي . مهد الحسن اليوسي لكتابه “زهر الأكم في الامثال والحكم ” بمقدمة تعتبر آية في الابداع والبيان اللغوي العربي وسأورد في ختام هذه التدوينة الوجيزة بعضا من سطور هذه المقدمة تاركا للقارئ تأمل روعتها **( … العلم أنفس علق “بكسر العين” يقتنى ، وأجل ثمر يجتنى ، وأعدل محجة ، وأقوم حجة ، وأحصن جنة “بضم الجيم” ، وأسطع بدر في دجنة …) انتهى كلام الحسن اليوسي وبه اختم تدوينة هذا المساء *************** اشارة توضيحية 1) الأكم :جمع أكمة وهي المكان المرتفع وبها يكون الزهر أكثر حماية من وصول العبث اليه **2) وفي كلام اليوسي الوارد في الخاتمة هناك : “علق” بكسر العين هو النفيس من كل شيء ** “جنة “بضم الجيم هي الحماية والصيانة **”دجنة ” تعني الظلمة الكثيفة / .