آخر الأخبار

دعم الأمن السيبراني لمنظومة الطيران المدني

 خبراء يتدارسون السبل الكفيلة بدعم الأمن السيبراني لمنظومة الطيران المدني بمراكش 

احتضنت مراكش أخيرا، أشغال ندوة إقليمية حول موضوع “الابتكار والأمن السيبراني” في مجال الطيران المدني، بمشاركة أزيد من 100 مشاركا ضمنهم خبراء دوليون يمثلون 65 بلدا و15 منظمة دولية، من أجل تقاسم المعطيات والمعلومات ومقتضيات دولية أخرى على صلة بالأمن السيبراني وتحديد المداخل الأساسية لبلورة خارطة طريق مشتركة تقلص من حجم التهديدات.

وتوقف المشاركون خلال هذه الندوة، المنظمة من قبل المنظمة العربية للطيران المدني بشراكة مع المؤتمر الأوروبي للطيران المدني واللجنة الإفريقية للطيران المدني وإدارة أمن النقل الامريكية، عند تأثير الابتكار على أمن الطيران المدني واستعراض آخر الحلول المبتكرة المتصلة بأمن الطيران المدني، وكذا التهديدات القائمة وتدابير التخفيف، لاسيما في الممارسات الصناعية المرتبطة بالأمن السيبراني.

ودعا محمد عبد الجليل وزير النقل واللوجستيك، خلال الجلسة الافتتاحية،  إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والتجارب في مجال الأمن السيبراني بقطاع الطيران المدني، من أجل ضمان تحصين القطاع ضد التهديدات والمخاطر في أفق تأمين نقل جوي آمن وسليم ومنتظم.

وأكد محمد عبد الجليل، في هذا الصدد، على ضرورة تكتيف وتوطيد أواصر التعاون المشترك قصد مواجهة التحديات المستقبلية للنقل الجوي العالمي من تطورات تكنولوجية، ومحاربة التهديدات الموجهة عبر الشبكة المعلوماتية، وذلك بالنجاعة المطلوبة وفي انسجام تام مع القوانين والتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي.

وذكر الوزير بمجهودات المملكة من أجل تطوير ومواكبة جهود المنظمة العالمية للطيران المدني وتنمية التعاون مع الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن المغرب تبنى منذ سنة 2004 سياسة طموحة لتحرير قطاع النقل الجوي تميزت بالتوقيع على اتفاقيات الأجواء المفتوحة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مما مكن من تحسين فعالية قطاع الطيران المدني بالمغرب، وتحقيق تطور ملموس لحركة النقل الجوي الدولي.

وأشار إلى الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي اعتمدتها المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مسار تطوير القدرات الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية وتعزيز الثقة الرقمية.

من جانبه، أكد عبد النبي منار المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، على أهمية التعاون والعمل الجماعي وترجمة الجهود بين مختلف الأطراف المعنية من أجل مواجهة التهديدات المتصلة بمجال الأمن السيبراني.

وشدد منار، على ضرورة وضع معايير جديدة تتعلق بدعم الأمن السيبراني لمنظومة الطيران، بعد تنامي مخاطر الأمن السيبراني بمجال الطيران، والتنبؤ بزيادة الهجمات على المنظومة السيبرانية لمنظومة الطيران.

وأشار إلى أن العمل المنجز من طرف المنظمة العربية للطيران المدني توج بإنشاء مجموعة العمل الخاصة بالأمن السيبراني، وتحديد أولويات اشتغالها خلال الفترة الممتدة مابين 2021 و2023 حول مواضيع تشكل قاعدة العمل المشترك بين الدول العربية، تتعلق بإعداد رؤية عربية للأمن السيبراني وحوكمته، وتبادل المعلومات والخبرات وتقنيات الأمن السيبراني، وبناء القدرات في مجال الأمن السيبراني، وإدارة الحوادث السيبرانية والقيام بتمارين للأمن السيبراني.

وجدد، في هذا الإطار، التأكيد على انخراط المنظمة في مواصلة سياستها لفائدة نقل جوي آمن وتنافسي، مؤكدا أن هذه الندوة الإقليمية ستمكن المشاركين من التواصل والنقاش حول قضايا هامة على صلة بالمجال.

بدورها، أشادت أدفنكا أديومي الأمينة العامة للجنة الإفريقية للطيران المدني، بتنظيم هذا اللقاء الإقليمي، الذي يتيح فرصة لتقاسم الخبرات والتجارب وتقوية الكفاءات والمعارف، من خلال نقاشات بناءة ومثمرة حول موضوع هام وذي راهنية.

وأكدت على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في الحياة اليومية، مشيرة إلى أن الطيران المدني نظام معقد ويظل عرضة للهجمات السيبرانية التي قد تكون لها آثار اقتصادية مدمرة.

وأوضحت باتريكا ريفيردي، الأمينة العامة للمؤتمر الأوروبي للطيران المدني، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق يعرف فيه مجال الطيران المدني على المستوى الدولي مجموعة من التحديات والرهانات المرتبطة بالسلامة والأمن الجويين، مشيرة الى أن الابتكار يعد أحد المداخل الأساسية التي يجب إبلاؤها العناية اللازمة من أجل رفع التحديات وتحقيق الرهانات.

ويتضمن أشغال هذا اللقاء المنظم على مدى ثلاثة أيام، مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية، تهم على الخصوص ” التهديدات والمخاطر السيبرانية في مجال الطيران”، ” التهديدات والمخاطر السيبرانية في مجال الطيران: تشجيع أصحاب المصلحة في مجال الطيران على العمل معا من أجل البحث الاستكشافي وتخفيف التهديدات السيبرانية”، و”التقنيات والابتكارات لمواجهة التهديدات لأمن الطيران” و”مساهمة التكنولوجيا والابتكار في محاربة تهديدات أمن الطيران المدني”، و”مفاتيح وتحديات الصناعة في مجال تحسين التكنولوجيات ضد الهجمات السيبرانية”.

وتهدف المنظمة العربية للطيران المدني، باعتبارها منظمة متخصصة لدى جامعة الدول العربية ، إلى توثيق التعاون والتنسيق بين دول المنطقة في مجال الطيران المدني وتطويره، مع وضع الأسس الكفيلة بذلك ليكون ذا طابع موحد، يستجيب لحاجيات الأمة العربية في نقل جوي آمن وسليم ومنتظم.

شو