آخر الأخبار

تعنث النظام الجزائري

رفض النظام الجزائري طلب الاتحاد الافريقي لكرة القدم بتعيين مطار دولي تحط به المنتخبات المحلية المشاركة في دورة الشان، اللي ماعندو شان، المتوقع افتتاحها بالجزائر يوم 13 يناير الجاري، وبذلك مارست حقها السيادي في اغلاق الاجواء الجزائرية في وجه رحلة الفريق الوطني للمحليين المؤهل للمشاركة في هذه الدورة وبطل الدورتين السابقتين اللتان لم يتاهل لهما الفريق الجزائري للمحليين.
العداء البدائي للمغرب جعل النظام الجزائري يخلق مشكلة ماكان ليخلقها اي عاقل يجيد الحساب العقلاني ولا يتصرف بشكل غريزي، لانه الخاسر في النهاية حتى وان كان هناك من يفكر في استغلال تنظيم هذه التظاهرة الرياضية غير المعتبرة من طرف فيفا في غياب الفريق المغربي والفرق الوطنية الممثلة للبطولات الاكبر في افريقيا (مصر، تونس، جنوب افريقا)، للفوز ببطولة واستغلال ذلك على مستوى الوضع الداخلي الجزائري القابل للاهتزاز في اي لحظة بسبب شعور عام بفشل الطغمة الحاكمة الدريع على كافة الاصعدة والمستويات، بما في ذلك مستوى كرة القدم والرياضة عامة.
خسارات النظام الجزائري الناتجة عن الخلط بين ما لا يختلط ستكون متعددة في القريب العاجل، ومنها الخسارة المترتبة عن شان مرتبك التنظيم وغير مثير للاهتمام الجماهيري وللتتبع الاعلامي، مع العلم ان هذه البطولة فاقدة للقيمة اصلا مقارنة مع كاس افريقيا للامم او كاس العالم او حتى البطولات الافريقية للاندية البطلة او الفائزة بالكاس، ولم تظهر الفائدة منها فيما يتعلق بمستوى البطولات الوطنية للبلدان الافريقية او بانتقال اللاعبين الافارقة المحليين الى البطولات الاوروبية، وهو ما جعل عددا من الدول الافريقية الاساسية تحجم عن المشاركة فيها و قد يزداد هذا العدد، والمغرب فيما يبدو متجه الى حدو حدو مصر وتوتونس وجنوب افريقيا، بحيث ان الجامعة الملكية لكرة القدم حلت منتخب المحليين وكانت تعتزم المشاركة في كان الجزائر بالاولمبيين (اقل من 23 سنة) على سبيل التدريب والتحضير للاقصائيات الافريقية لاولمبياد باريس.
رفض النظام الجزائري لطلب الاتحاد الافريقي لكرة القدم يجعله وجها لوجه مع المنظمة القارية، ومن ورائها الفيفا، و يكشف للعالم مرة اخرى، بعد فضائح الاعلام الرسمي الجزائري خلال مونديال قطر، انه نظام عريزي يفتقد للحد الادنى المطلوب في بشر يفكر قبل ان “يزبلها”، و سيشهد الافارقة والعرب والمسلمين والعالمين على ان هذا النظام بلغ به الصلف حد انه يريد ان يفرض على المغرب الطريقة التي يتنقل بها للمشاركة في بطولة منظمة من طرف الاتحاد الافريقي لكرة القدم بناء على دفتر تحملات، والاكيد انه كان سيفعل الشئ نفسه واكثر مع الصحفيين المغاربة، الذين سبق وان تعرضوا لمعاملة غير لائقة في دورة العاب المتوسط الاخيرة الفاشلة تنظيما واخلاقا، ومع الجمهور المغربي.
اكيد ان المغرب يحرص على المشاركة في مختلف اللقاءات والبطولات الافريقية وغير الافريقية حتى ولو واجهته صعوبات، كالتزام منه اولا و كمسعى لبروز الرياضات الوطنية والفرق الوطنية، و لذلك كان يعتزم المشاركة في شان الجزائر رغم ماتعرض له شبانه من اعتداءات على مراى ومسمع من الامن في هذا البلد الجار، الذي تربطنا به اواصر كثيرة، لكنه لا يمكن له ان يستمر في التغاضي والتسامح مع تصرفات غير لائقة وغير مقبولة من نظام لا يعرف شيئا ربما عن اعراف وتقاليد استقبال التظاهرات الرياضية وغيرها وقواعد تنظيمها التي يمكن ان تضمن لها النجاح.
ولذلك، فليترك لهذا النظام شانه و لنهتم بشؤوننا و بما يخدم تقدمنا و يجعل سمعة بلادنا ناصعة، خصوصا بعد الانجاز الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال قطر بالتموقع بين الاربعة الاوائل في العالم، الذي جاء بعد فوز فريقي الوداد البيضاوي ونهضة بركان بالبطولات الثلاث للاندية خلال الموسم السابق (الفرق البطلة والكاس والسوبير).
اكيد ان الاعلام الجزائري الرسمي والدباب الالكتروني التابع للمخابرات الجزائرية و جماعة قوادي الجنيرالات على مواقع التواصل الاجتماعي سيصابون بالسعار في الايام القادمة و سيستخرجون كل ما تكتنزه انفسهم من امراض و قادورات، لكن ذلك لن يغير في شئ من حقيقة ان الجنيرالات طعنوا قدمهم طعنة قوية اخرى تنضاف الى طعنات سابقة لم تندمل بعد جراحها، واخرها طعنة القمة العربية الفاشلة التي تحولت الى عشاء في الشيراتون وقرار بتنظيم قمة حقيقية في السعودية في مارس المقبل، اي بعد ثلاثة اشهر ونيف فقط.
قولوا الله يستر …