آخر الأخبار

بيان حقوقي حول أزمة النقل الحضري و شبه الحصري بمراكش

أشار بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، بخصوص أزمة النقل الحضري وشبه الحضري، الى معاناة الساكنة مع اختيارات المجالس المنتخبة والسلطات الوصية في هذا الشأن، وقال البيان نخشى تحول المؤقت إلى دائم ومستمر .

وأفاد البيان الحقوقي ، أن مدينة مراكش تعيش تسييرا وتدبيرا متعثرا يفتقد للفعالية والنجاعة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية المفروض في المجلس الجماعي للمدينة توفيرها وضمان ديمومتها وجودتها؛ فخدمات حافلات النقل الحضري وشبه الحضري تعيش مأزقا حقيقيا، ليس فقط على مستوى البنية والآليات، ولكن حتى البلوكاج المتعلق بشروط التدبير المفوض للقطاع. فمع اقتراب انتهاء العقد المؤقت لشركة “ألزا” للنقل الحضري وشبه الحضري، المسؤولة عن إدارة خدمات الحافلات في مدينة مراكش منذ ربع قرن، وفق عقد التدبير المفوض لسنة 1999 والممتد لخمسة عشرة سنة، لايلوح في الأفق إلا استمرار معاناة ساكنة مراكش وأحوازها مع النقل. وبالتالي استمرار اللجوء قسرا للنقل السرّي وسيارات الأجرة بحجمها الصغير والكبير، وما يستبع ذلك من تكلفة مرتفعة، وهدر لزمن الانتظار للتنقل من منطقة الى أخرى بالمدينة.
واوضح البيان ذاته، ان هذه الوضعية أصبحت عبئا على الساكنة خصوصا في ظل غياب أي اتفاق جديد، وتكثّم الجهات الوصية عن مآل دفتر التحمّلات، وقرار مجموعة الجماعات الترابية “مراكش للنقل ” التي سبق لها أن اختارت في يناير 2023 عرضًا قدمته شركة “ألزا” بالتعاون مع شركة “فوغال باص”، بعد تقديم العروض التي تمّ إطلاقها في شتنبر 2022. وتضمن العرض تجديد الأسطول، والرفع من عدد الحافلات وقيمة الاستثمار، وتحديث شبكة النقل الحضري بملأ الفراغات عبر إحداث خطوط جديدة. وكان من المفترض أن يتم توقيع العقود في عام 2023، وأن تبدأ الخدمة الجديدة في مارس 2024، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وأمام هذه السلسة اللامتناهية من طلبات تقديم العروض منذ 2018 دون الحسم، وتوالي التمديدات المؤقتة للشركة الإسبانية الحائزة على الصفقة، فانه لم يتم الحسم في هذا المشكل ومعالجته لحد الآن. ينضاف إلى هذا تقادم أسطول حافلات النقل، وتعرّضها للأعطاب، وتهديدها لسلامة الركاب والبيئة. كما أن حافلات النقل الكهربائية التي تم تشغيلها مع مؤتمر الأطراف للتحوّلات المناخية Cop22 تعد نموذجا فاقعا لسوء التسيير والتدبير، ذلك أنها انطلقت ب 9 حافلات، تم توقّفت نهائيا عن أداء الخدمة، لتعيد العمل بحافلتين فقط يستغلان ممرا خاصا من مدخل مراكش الجنوبي إلى وسط المدينة، مما تسبب في عرقة انسياب المرور والجولان وارتفاع منسوب التلوث خاصة في المدارات الطرقية على طول شارع الحسن الثاني وملتقيات عدة شوارع وممرات أخرى واصبح هذا الشارع بؤرة لحوادث السير والركود الإقتصادي على امتداده.

إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش – يضيف البلاغ –  نسجل أن المجلس الجماعي لمدينة مراكش، وكلّ الجهات المتدخلة في التسيير والتدبير، تعتمد سياسة إرتجالية، وتسوّق لبرامج متعثرة، وليس لها أثر إيجابي على تحسين الخدمات المقدّمة للساكنة، ولا المجال التنموي والإقلاع الاقتصادي. كما أن السلطات تغيب عنها المقاربة الاستشرافية والتخطيط والبرمجة الفعّالة المرفوقة بالتتبّع والمراقبة القبلية والبعدية لإنجاز المشاريع وتنفيذ ما يسمى البرامج.
كما نعتبر في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن ما يعرفه مجال النقل الحضري وشبه الحضري ليس سوى عنوان كبير لسياسة التخبط والارتجالية وغياب الوضوح والشفافية اتجاه الساكنة وانتظاراتها.
وبناءّ عليه فإننا نحمّل المجلس الجماعي وسلطة الوصاية مسؤولية ما تعانيه الساكنة مع النقل الحضري وشبه الحضري، ونعلن ما يلي :
استهجاننا لسوء تدبير قطاع النقل الحضري وشبه الحضري، وللإرتجالية والتعثّر الذي يعرفه هذا القطاع؛
نستنكر بشدة ترويج مخطّطات تروم التنمية وتعزيز البنية التحتية للمدينة خاصة الطّرقية والادعاء بجعل السّير والجولان سلسا، دون الالتزام بتنزيل تلك المخطّطات وتنفيذها وفق الإجراءات والتدابير المعلنة آخرها الإعلان عن الممرات تحت أرضية بمدارات مراكش قبل التراجع عن المشروع أو تجميد المشروع ؛
نطالب المجلس الجماعي ووزارة الداخلية بالإسراع لحلّ إشكالية النقل الحضري وشبه الحضري، وضمان حق الساكنة في التنقل وفق شروط السلامة، وتوفير خدمة ترقى إلى مستوى تطلعاتها والقطع مع التدبير المؤقت الذي نخشى أن يصبح دائما؛
نؤكد أن أي حلّ يجب أن يراعي الحفاظ على حقوق ومكتسبات الشغيلة، ويضمن الرّبط بين جميع أجزاء المدينة باعتماد خطوط جديدة في اتجاه: الحي الصناعي سيدي غانم، والعزوزية انطلاقا من احياء المسيرة وسيدي يوسف بن علي والداوديات، وتأمين خطوط أيضا في اتجاه أبواب مراكش، ودار السلام، واحياء أبواب جليز ومبروكة وبساتين جليز بقلب مقاطعة جليز والأحياء الجديدة بكل من المحاميد التي تعرف نموا عمرانيا متسارعا وتارگة والجماعة القروية السعادة وتسلطانت والويدان و ومدينة تامنصورت ؛
نؤكد على معالجة مشكل الحافلات الكهربائية التي إلتهمت ميزانيات ضخمة، هذا المشروع الفاشل بكل المقاييس والعديم المردودية ونطالب بتحويله للربط بين مراكش والمدن الجديدة كتامنصورت او الشويطر .
نجدّد مطلبنا القاضي بتجويد الخدمات العمومية وخاصة الاجتماعية لعموم الساكنة بما فيها النقل الحضري والشبه حضري.
نؤكد على حق الساكنة في المعلومة التي يجب على المجلس، ليس فقط تزويد الرأي العام بها، بل تقاسمها وتعميمها لتكون في متناول الساكنة حتى تطلع عليها .