آخر الأخبار

الماتش مبيوع و التيران تطراسا من 2016

نور الدين عقاني 

تذكرني الإنتخابات الحالية بكيفية منح تنظيم كأس العالم لألمانيا سنة 2000 بشكل تبين فيه للجميع أن أمر الحسم فيه عرف تدخلا سياسيا صرفا من كافة الجهات الحكومية للدول العظمى.
هكذا و بعد إحداث نظام المداورة بإسناد التنظيم لامريكا 94و فرنسا 98 و كوريا و اليابان 2002على التوالي حسب كل قارة فطبيعي أن تكمل السلسلة بأفريقيا 2006 ثم أمريكا اللاتينية 2010 فعودة لأوروبا سنة 2014 .غير أن الأمور ستمشي على نحو مغاير إذ أن ألمانيا بواسطة عرابها فرانز بيكنباور المسؤول آنذاك عن اللجنة المنظمة فطن إلى أن أوروبا ستنتظر طويلا حتى سنة 2014 فلم لا يضغط على جنوب أفريقيا لتمنحه هذه الأفضلية في مقابل أن يضمن لها تنظيم مونديالها الأفريقي في الدورة الموالية مباشرة..وافق أبناء نيلسون مانديلا بالطبع بعد تدخل القصير المكير بلاتير و طبخ الأمر في الكواليس و تم ما نعرفه و أصبح من التاريخ و فرض على العالم تصديق نزاهة الإختيار بواسطة الآلة الإعلامية المنحازة.
يبقى أن نشير أنه في سنة السباق نحو تنظيم القارة السمراء للمونديال الأول لها سنة 2004 بزوريخ كان كل شيء مخدوما سلفا و كانت المسرحية محبوكة لفائدة أصدقاء الإنجليز مخترعي نظام الأبارتايد ضدا على أماني المغاربة و كل العرب الذين دخلوا فقط لتشتيت الأصوات .
هكذا يمكن إسقاط ما جرى على أحوالنا السياسية بين الأحزاب القوية حاليا و التي توجد في دائرة الصراع نحو السباق لسدة الحكم.

الماتش مبيوع سنة 2016 و سيفهم كل المغاربة قصدي بعد حين و سيصدقون أن الوضع السياسي يحكمه في الحقيقة أصحاب الشكارة كما هو التوجه العالمي الحديث الذي يركز على أن من يملك سلطة المال فهو من يستحق أن يحكم.
الحكم لله في الأول و الأخير و الرازق هو الله.
فمن يتحكم في رقاب عباد الله سينتهي به مساره في حياته القصيرة إن آجلا أم عاجلا على كرسي متحرك أو سيطول به المقام في سرير المرض بحفاظات للكبار، آنذاك سيتمنى أن يتعافى فقط للتنعم بعيشة الفقراء والمساكين و المحتاجين الذين خذلهم و مص دماءهم و خدش كرامتهم و أعاد تربيتهم.
نحن نعيش في المغرب نصفين، نصف يشبه سلامة فراويلة يشجعه و ألاعيبه في مسلسل المال و البنون الشهير و نصف يشبه بنزاهته و استقامته عباس الضو أخاه. فيما يوجد صنف آخر يشبه السحت، الدور الذي برع فيه الممثل أحمد راتب بقوة.
أدعوكم لتشخيص :
من في مجتمعنا سلامة فراويلة؟
من هو عباس الضو؟
من هو السحت؟

أخيرا و ليس آخرا، أطالب الأحزاب الماكرة تغيير رموزها لتكون أكثر دلالة على أهدافها و نواياها الشريرة كأن تختار رموزا من قبيل: التمساح ..الذئب..ابن آوى..الأسد ..وحيد القرن..الضبع..الثعلب..القرش…..
بهذه الرموز سنعطي شيئا ما المصداقية لهذه الأحزاب التي تعيش وسط غابة سياسية يسودها الفتك و الافتراس.