آخر الأخبار

الفوسفات الشريف تسميد العقول و تخصيب النبوغ -3 –

سعد سرحان

أما أقسامها التحضيرية، فتستأثر بزبدة الباكالوريا الوطنية لشعبتي الرياضيات والفيزياء، لِما توفره لطلبتها من رفاه علمي وتربوي، ولتَطَلبِها الذي يجعل بعض مسؤوليها يذرعون ربوع المغرب، كل عام، تنقيبًا عن الأكثر لمعانًا من معادن التلاميذ النفيسة. وتلاميذ من هذا العيار لا بد أن يَحْظَوْا، طبعًا، بأساتذة من عيار يناسبه. وهو ما تحرص عليه المؤسسة غاية الحرص في أثناء الانتقاء.وبهذا الحِرص وذاك التطَلب، وخلال سنوات قليلة، أصبحت ليديكس مرادفًا للتفوق. فعدد تلامذتها الذين يلِجون كبريات المدارس والمعاهد الفرنسية يضع بنجرير في المرتبة الثانية بعد باريس.وإنه لأمر جلل يستحق التصفيق بالشغاف لا باليدين، أن نشهد كيف أصبح يدخل البوليتكنيك والمدرسة العليا وسواهما من الصروح الأكاديمية اللامعة فتيانٌ قدموا من القُرى المنسية والفِجاج العقيمة حفاةً إلا من عقولهم، فأثبتوا للعالم والناس كم هو نافعٌ ذلك المغرب غير النافع.ولو شئنا أن نُترجم هذا الإنجاز العقلي إلى لغة الجسد، لجاء مباراة نهائية مثيرة بين شباب بنجرير وباري سان جيرمان.وجديرٌ بالتنويه، أيضًا، أن الطلبة المغاربة الذين يلِجون المدارس الفرنسية، سواء من ليديكس أو غيره من مراكز الأقسام التحضيرية بالمغرب، يستفيدون من مِنح دراسية لمدة ثلاث سنوات، يقدمها المكتب الشريف للفوسفاط، تذليلًا للعقبة الكأداء التي طالما أوقفت العديد من المتفوقين عند سفح المستقبل.كما هو جديرٌ بالتصفيق المستمر أن طالبًا مغربيا نجح، قبل سنوات فقط، في الولوج إلى البوليتنيك من السنة الأولى للأقسام التحضيرية، وهو أمر ما كان له أن يحدث لولا أنه حدث فعلًا، وإذا قُيض له أن يتكرر مرة أخرى، فليس قبل مرور مذنب هالي مرات عديدة. ومثل هذا الإنجاز العقلي لا يقبل الترجمة إلى لغة الجسد، إذ كيف نتصور غلامًا في العاشرة من العمر يسجل هدفًا خرافيا في نهائي عصبة الأبطال؟