آخر الأخبار

الفـن الراقـي

الى روح الفقيد بن عطار مؤرخ الصويرة السلام

المبارك الگنوني

أتحفنا الأستاذ الفاضل عبد السلام بن عطاررحمه الله بقصة قصيرة جدا تحتاج الى قاموس بحجم المحيط لوصف إعجابي بها وما يسعني سوى أن أستسمح الكاتب أحمد مطرلأقتبس عنه ما قاله عن هذا النوع الراقي الممتنع من الكتابة. يقول أحمد مطر:” ربّما يفلح الكاتب في إنجاز قصة قابضة على جمرة الفن، بأقل عدد من الكلمات، لكنّ ذلك مرهون بأن يكون على سجيته، أي أن يكون كاتباً فقط، لا كاتباً ومحاسباً في الوقت نفسه.”ولتعميم الفائدة،أذكركم بتاريخ كيفية وظهورهذا النوع من الكتابة.”في أواخر عام 1987 خطر للكاتب الصحافي الأميركي ‘ستيف موس’ أن يطرح على المهتمين مشروع كتابة قصص قصيرة جداً، بحيث لا تتعدّى الواحدة منها خمساً وخمسين كلمة. ولم يكن الرجل جاهلاً بالمصاعب التي تنتظر مثل هذا المشروع، فقد كان يدرك منذ البداية، أن الأمر نوع من المقامرة، وأنه ليس واثقا من أن دعوته ستغري الكتّاب بالاستجابة، ولذلك كان من السهل عليه أن يعترف في أعقاب ذلك بأن أغلب القصص التي وصلته في ذلك العام لم يكن جيداً بالقدر الذي كان يأمل فيه.لكنّه في عام 1995، أصدر كتاباً ضمّ ما يزيد على مئة وخمسين قصّة مكتوبة حسب المواصفات التي اشترطها.
أترككم مع أقصوصتين للأستاذ الأديب عبد السلام ابن عطار.

-1 معاكسة النواميـــــــــــــــــــــــس …
……..استحمروا شريحة من الناس لأجل استكلابها لاحقا ..و لما تحقق المراد ..استأسد المستكلبون عليهم ..إثر انقلاب خطيـــــــــــــر في الجيّنــــــــــات ..نتيجة معاكسة نواميس الطبيعة ..يا لسوء المنقـــــــــــــــــــــلب ..؟
هذه القصة القصيرة جدا مثل سابقتها والتي سأعيد نشرها بعد إدن الأستاذ ابن عطارطبعا تعتمد على خيال من النوع العالي وتركيز ولد منها نصا صغيرا حجما لكنه كبير بدلالاته ورمزيته. فالتقاط الصورة بهذه السرعة مع الجرأة و وحدة الفكرمع التكثيف والدقة في البداية والقفلة دون ترهل لغوي وكل ما هو زائد ونافل،تنم عن عمق المعرفة،ونبل الإحساس،وقلب كبيريتقاسم كل ما هو جميل. شكرا أستاذي. قراءة ممتعة.

-2 أقصر أقصوصة
…………………………………بدون عنوان ……………………….
…..و أخيرا عثر كلب منضبط على شغل في مهمة حراسة أمنية بإذن صاحبه الذي لا زال معطّلا..رغم اجتيازه لعدة مباريات.
نموج آخر للقصة القصيرة:
-1صمود
شجرة عجوزشاهقة لقرون…حاول الشيخ قطع أوداجها لشهور…أخيرا أشهق…ثم لفظ أنفاسه…بقيت ذات الأغصان صامدة في ذهول.