آخر الأخبار

الصحفي لحسن العسيبي يترجم مذكرات الماريشال ليوطي بالمغرب

قام الزميل الصحفي لحسن العسيبي بجريدة الاتحاد الاستراكي، بترجمة ” مذكرات الماريشال ليوطي بالمغرب “، من 5 غشت 1917 إلى 11 نونبر 1920 ثلاث سنوات و ثلاثة أشهر ضمن الفترة التي قضاها الماريشال بالمغرب كأول مقيم عام لدى حكومة باريس بالمغرب، الذي غادره ليوطي في أكتوبر 1925  بعد انتهاء مهامه، ( 13 سنة ) منذ توقيع الحماية في 30 مارس سنة 1912، وهي أطول مدة قضاها مقيم عام فرنسي بالمغرب.

وهي المذكرات التي أصر الماريشال على بدايتها بالحديث عن مرور عشر سنوات على قصف الفرنسيين لمدينة الدار البيضاء 5 غشت 1907، يقول ليوطي :

يوم قصفنا بقوة الدار البيضاء في 5 غشت 1907 ،  رغم صعوبة الظروف العامة المحيطة ، مستحيل أن لا نحيي الذكرى العاشرة للإنزال الفرنسي بالدار البيضاء ، الذي تم يوم 5 غشت 1907 . فذاكرة الأحداث تلك ، لا تزال طازجة ، والشهود لا يزالون هنا ، من .الأروبيين والأهالي لقد نزلت مفرزة من البحرية الفرنسية « غاليلو » ، تحت راية ضابط الصف بالاند » ، على الشاطئ للدخول بقوة إلى المدينة ، لتقديم الدعم لكمشة من الفرنسيين محاصرين بمقر القنصلية الفرنسية وببعض الدور ، من قبل الساكنة المحلية الهائجة . لقد انتشرت حينها بسرعة فتوی متطرفة ضد بناء ميناء جديد انطلقت الأشغال فيه حديثا . حيث تم ترحيل العمال وتصفية 8 أروبيين ، ضمنهم 5 فرنسيين . ما دفع المواطنين الفرنسيين المتبقين إلى الإحتماء بمقر القنصلية الفرنسية وببعض الدور ، حيث بقوا يدافعون عن حياتهم ببطولة ، إلى حين وصول القوات البحرية بقيادة « بالاند » ، التي ما أن دمرت باب المدينة حتى تمكنت من ولوج أزقتها وفك الحصار عن مواطنينا وإنقاذهم ، وشكلوا مجموعة تحصنت هناك حتى وصلت إليهم .أول فرق الجنرال « درود » ، يوم 7 غشت كان حاضرا في تلك الذكرى العاشرة ، العديد من مواطنينا الأبطال أولئك ، الذين دافعوا ببطولة عن رايتنا ، وسلمت لهم أوسمة عسكرية مغربية تعرف ب « أوسمة الإستحقاق الشريفية » . إذ أمام ذات الباب التي تم فتحها عنوة منذ 10 سنوات ، نصبت منصة صغيرة ، التي عبر أمامها ، وهم يتلقون التحايا العسكرية ، الناجون من تلك المواجهات ، قبل الكشف عن اللوجة التذكارية ، الممجدة لدور القوات البحرية بقيادة « بالاند :، الذي سقط بدوره في ساحة الشرف بعد ذلك سنة 1915 ببحر الأدرياتيك . ولقد اختتم ذلك الحفل بإلقائي بصفتي المقيم العام ، كلمة ، تبعتها زيارة ترحمية على قبور ضحايا سنة 1907 [ من الفرنسيين والأوربيين طبعا م – ] . وهي : الكلمة التي قلت فيها ها قد مرت اليوم ، عشر سنوات بالتمام والكمال ، حين وضعت فرنسا » قدمها فوق هذه الأرض ، واخترق ضابط الصف « بالاند » الباب البحري للمدينة ، ورفع عاليا بحارة « غاليلو » رايتنا بألوانها الثلاثة ، فوق سطح بناية قنصليتنا إنه لمن المستحيل ، أن تمر ذكرى مماثلة مرور الكرام، بل إنه من أجل تمجیدها ولقياس الطريق التي قطعت نلتقي اليوم ، هنا بالضبط حيث وقعت تلك الأحداث ، والتي حددت مصير المغرب إن التغيير الملموس المسجل بالميناء ومحيطه ، يقدم الدليل منذ بداية الحماية ، على أهمية ما تم إنجازه من حينها  لكن ، وكما قيل هنا منذ لحظات بكلمات معبرة ، فإنها ذكرى نحييها بروح وحدوية وأخوية مع الشعب المغربي . لأنه ، بالنسبة له ، فإن هذه الذكرى لا تعكس منطقا للقمع والإحتلال ، بل عنوانا للحرية، و الانخراط في آفاق واعدة.

( يتبع)