آخر الأخبار

الحسين العمراني نجم التنشيط الاذاعي

امام هذا الواقع المتردي الذي يشهده التنشيط الاذاعي ببلادنا، اود ان اقف وقفة اجلال وتقدير لأذكر بزمن الابداع الاذاعي الذي اسهم في صناعته نخبة من اهرام الاذاعة المغربية وطنيا وجهويا، وقد استطاع الاعلامي المغربي الكبير الاستاذ محمد الغيداني ان يرصد لنا من ذاكرة الاعلام الوطني المسموع طابورا وضيئا من اعلام الاذاعة المغربية من خلال اصدار اكاديمي شامل اختار له عنوان ( للإذاعة المغربية أعلام)، وقد رصد من خلال كتابه القيم تجربة 100 شخصية اعلامية بصمت مسار وتاريخ الاعلام المسموع بالمغرب، وسأعود الى هذا الاصدار في مناسبة قادمة، وذلك لأهمية هذا الاصدار الذي ينبغي ان يتوفر في مكتبة كل اعلامي حقيقي.

اعود الى موضوع التنشيط الاذاعي في اهميته في العمل الاذاعي لأتذكر اسما من الاسماء الكبيرة التي تألقت في حقل التنشيط الاذاعي بالمغرب الإذاعي الكبير الاستاذ الحسين العمراني  الذي يعتبر حقا مؤسسا لمدرسة في التنشيط الاذاعي تستمد مرجعيتها من مصدرين اثنين، اول المصادر تجربة الرعيل الاول من خبراء العمل الاذاعي بالإذاعة المغربية، والذين احتك بهم في بداياته منذ العام 1986 فما قبل، فكان الحسين العمراني اعلاميا مخضرما حقا بامتياز، اما المصدر الثاني فيتعلق بممارسة الحسين العمراني للعمل الاذاعي وفق تصور مهني قد اسس له من منطلق قاعدة الابداع في العمل الاذاعي، فاستطاع الاذاعي الحسين العمراني بالفعل ان يؤسس لمفهوم جديد للتنشيط الاذاعي، من منطلق تصور وجيه يشمل خصائص امة بأجمعها، وهو السر الذي يكتنف جميع البرامج الاذاعية التنشيطية التي قدمها طيلة مساره المهني بالإذاعة المغربية، فنرى الاستاذ الحسين العمراني يتنقل كالفراش الانيق بين مختلف انواع البرامج التي قدمها من الاذاعة المغربية، التي منها ( عصاميون) و( متوجون)و( قولي نقوليك) الذي ،كما جاء في اصدار الاستاذ محمد الغيداني، انفتح من خلاله على العديد من المهن غير المنظمة والمهمشة، كما اهتم الاذاعي المبدع الاستاذ الحسين العمراني بتراثنا المغربي من خلال مجموعة من برامجه الاذاعية منها برنامجه (شيوخ الكلام)، الى جانب احتفاءاته الاذاعية بالعديد من كبار الشخصيات التي تألقت في حقلي الابداع  والإعلام المغربي، وذلك من خلال برنامجه الاذاعي الموفق (هادي ليلتنا)، كما ان ذاكرة المستمع المغربي لازالت تحفظ العديد من برامج الاستاذ الحسين العمراني منها ( سهرات الذكرى) التي كانت تذاع مباشرة من مسرح محمد الخامس بالرباط، والبرنامج الصباحي المميز ( نافذة الصباح)، كما سجل حضورا متميزا من خلال تناوبه على تقديم برنامج (صباح بلادي) مع الرائدين رشيد الصباحي وعبد الرحيم باسلام، وحسبما اورده الإعلامي الكبير الأستاذ محمد الغيداني في إصداره الذي أشرت إليه، فان الإذاعي المخضرم الحسين العمراني قد توج عام 2000 بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الإعلام المسموع، ومن المؤسف ان يحال رجل اعلام بهذا الحجم الرفيع، وبهذه التجربة الاكاديمية الهامة، وبهذه القيمة المهنية الرفيعة على التقاعد، في زمن ضاعت معه قيم الابداع والمهنية في حقل الإعلام المغربي المسموع، وشخصيا اعتبر الاستاذ الحسين العمراني آخر بصمة مهنية في عالم التنشيط الاذاعي بالإذاعة المغربية، التي قد خلت، بتقاعد آخر رمز من رموزها الإعلامي الحسين العمراني على التقاعد، وهنيئا للتلفزة المغربية التي عرفت قيمة هذا الرجل، فأبت الا ان تستفيد من خبرته المهنية، ومن تجربته الرصينة في الإنتاج والإعداد والإخراج والتنشيط، فبات ابرز وجه من وجوهها بتقديمه لبرنامجه الناجح (صناع الفرجة)، باسم جميع المغاربة الذين استمتعوا لردح من الزمن ببصمة الابداع في التنشيط الاذاعي الرصين، وباسم جميع الإعلاميين الذين يعرفون قيمة هذا الرجل ووزنه في مشهدنا الاعلامي المغربي، اقول للإعلامي المغربي الكبير الاستاذ الحسين العمراني : كل سنة وانت طيب، ممتع دوما بموفور الصحة والعافية، واسمك سيظل نقشا بأحرف من بهاء في قلب كل المغاربة، تماما كما ستظل هي برامجك راسخة في ذاكرة الأمة .

الإذاعي أحمد رمزي الغضبان