آخر الأخبار

البيان النقابي الخماسي

إدريس المغلشي

في قراءة سريعة للبيان الخماسي الصادر عن النقابات التعليمية الخمس (ugtm_fdt_cdt_fne_umt ) المجتمعة مع الوزير يوم الجمعة الماضي خلف ردود فعل متفاوتة بين القبول والرفض .لكن من خلال تفكيك شفراته او سبر أغوار المضامين المسكوت عنها والتي لم تعلن في البيان الأخير لابد ان نسجل عدة ملاحظات.
سننطلق من البنية التركيبية للنص والمصرح به في الظاهر والباطن لمضمونه .حيث لاننكر ان المرحلة جد صعبة وحرجة ولها تبعات من المسؤولية لاشك انها سترهن المنظومة والعاملين بها لمرحلة قد توازي مثيلاتها السابقة في الزمن المحدد في عقدين على الاقل .كما يحيط بها في اطار النقاش العام انها بالضرورة تقتضي الجواب على سؤالين هامين لاشك ان ممثلي النقابات لايغيب عن اذهانهم الأمرين معا .
الأول : هل النظام قادر على الجواب على سؤال الملفات العالقة ؟ الثاني :كيف سيرفع النظام الأساسي التحدي للمرحلة المقبلة بكل ابعادها ؟السؤالان معا بقدرما يمثلان مركز نقاش عام مؤطر لمخرجات الحوار يشكل في نفس الآن معيق لوضعية حاسمة في ظل مرحلة تتسم بعدة معطيات اهمها التشرذم الفئوي وضعف الإنخراط والمزايدات النقابية خصوصا من الهيئات التي انتهت صلاحيتها ولم تعد قادرة على الحصول على التمثيلية فتزايد بتحاليل مجانبة للصواب فاقدة للمنطق علما انها كانت في السابق على طاولة الحوار ولم تنجز شيئا يذكر . وسيبقى مسجل في التاريخ انها في المرحلتين السابقة والراهنة دائما تجد نفسها خارج القرار وغير مساهمة فيه . لاننسى كذلك أجوبة الوزارة التي تركز على عجز الميزانية للاستجابة للمطالب المادية للمكونات الفئوية للنظام الأساسي المادية بدعوى انه قطاع مكوناته ذات كلفة تفوق ميزانية الوزارة .ننبه ان الإصلاح مركزه الأساس التحفيز والمسؤول امامه خياران مرحلة فاصلة بإنجازات واضحة او فشل يرمينا جميعا لسلسلة من الانتكاسات التي لم يعد مقبولا تبنيها .
المرحلة الراهنة امام الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المعربي للشغل مسؤولية أكبر من موقع شرعيتها التمثيلية الأولى لقطاع التعليم وهي تنجز في صمت وخبرة مجريات الحوار بنوع من البرغماتية الايجابية بعيدا عن البوز . تسعى الجامعة ان تكون في مستوى اللحظة الراهنة وان تحوز اكبر الامتيازات للشغيلة التعليمية بكل وضوح وشفافية والا تغامر برصيدها النضالي مقابل نتائج غير مرضية .
لكن في ظل هذه الوضعية العصيبة والتي تشبه لحد بعيد الولادة القيصرية لنظام اساسي يستجيب لكل الفئات وكل الإشكالات يبقى أمام هذه الوضعية فئة من نساء ورجال التعليم لاتجيد سوى الجلوس في المقاهي والمنتديات من اجل التحليل والتشخيص وعدم المساهمة في دعم المنظمات النقابية وعلى رأسها الجامعة الوطنية للتعليم من اجل الدعم الحقيقي والمساندة في الموقف على طاولة الحوار واعلان الانضمام اليها بمايعزز من موقعها التفاوضي . الاختباء وراءالحواسيب والهواتف النقالة والحسابات الوهمية من اجل اصدار احكام فيها تجني هو مساهمة صريحة في صف العدميين والتخلي عن الدور الحقيقي الذي تقتضيه المرحلة من خلال الانخراط الفعلي الجاد المسؤول ركيزته الاساسية الوفاء للتنظيم . لقد ولى زمن حين كنا نعيش لحظة النضال في الساحة من خلال الضغط والنقابة تحت نفس السقف جالسة للحوار من اجل انتزاع المطالب .
لن نحقق اهدافنا بالتخوين والتخاذل والتخلي عن الصف النضالي .هي فرصة تستدعي تعبئة جماعية والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل مؤهلة اكثر من غيرها للانتماء والدعم والمساندة .حتى يكتب لنا شرف النضال والانجاز والنجاح معا .
ذ ادريس المغلشي .