تساقط السور التاريخي بحي حنان العافية و لا من يلتفت
يُطرح من جديد ملف صيانة الأسوار التاريخية بمراكش، بعد الانهيار الجزئي الذي طال سور جنان العافية بالمدينة العتيقة، وهو الحادث الذي أثار مخاوف واسعة بشأن سلامة المارة ومرتادي المنطقة، نظراً لموقعه الحيوي على شارع يعرف حركة يومية كثيفة للراجلين والمركبات.
المقطع المنهار خلف أكواماً من الأنقاض دون أي إجراءات وقائية واضحة، في وقت توالت فيه دعوات ساكنة الحي ومهتمين بالتراث إلى التحرك العاجل لتأمين الموقع، درءاً لأي خطر قد يهدد سلامة المواطنين، خصوصاً في ظل غياب تدخل استباقي رغم ما كانت تُظهره مؤشرات التآكل والتصدع منذ شهور.
ويأتي هذا الحادث ليكشف حجم الهشاشة التي تطال بعض البنيات التاريخية داخل النسيج العتيق، والتي ظلت لفترة طويلة خارج دوائر الصيانة المنتظمة، بالرغم من أهميتها العمرانية والثقافية، باعتبارها جزءاً من الذاكرة الجماعية للمدينة.
في السياق ذاته، تتجه الأنظار نحو الجهات المسؤولة محلياً ومركزياً، بما في ذلك المصالح المختصة بوزارة الثقافة والسلطات الترابية، لتحمل مسؤوليتها في تقييم الوضع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتفادي أي انهيارات إضافية، خصوصاً أن المعطيات الحالية تستدعي تدخلاً هندسياً عاجلاً يشمل فحصاً دقيقاً لبنية السور، ووضع خطة واضحة لترميمه وتأمين محيطه.
المشهد في جنان العافية لم يعد يحتمل التأجيل، والسؤال المطروح بإلحاح: من يتحمل كلفة الإهمال حين يتحول التهاون إلى خطر؟