آخر الأخبار

مباراة المنتخب الوطني

نور الدين عقاني 

كما كان متوقعا فأداء أمس كان كارثيا و خيب ظن من لازال يؤمن بسي وحيد المعتوه.

شوطان شبيهان ببعضهما البعض من حيث عدم الانسجام بين الخطوط لغياب الثبات على توليفة رسمية بين اللاعبين و من حيث التمركز السيئ للاعبين يقال عنهم أنهم محترفين بفرق محترمة.فالكل عاين تجمعا على الكرة مثل الهاوين و كرات طائشة من هنا و هناك و تمريرات خاطئة بالتعدد بل أن أحد اللاعبين المحترفين بإسبانيا داس على الكرة كعادته في ثلاثة مناسبات مخجلة.
الإصرار على ترسيم لاعب يلعب مثل من يلعب في مقابلة تكريمية و بالذات في وسط الميدان يعتبر لوحده فضيحة، فلا هو يلعب و لا هو يترك من يريد اللعب.لاعبنا الموهوب سابقا في بداياته لم يعد صالحا للمنتخب و قد أكده أكثر من مدرب قبل سي وحيد.
ياسين بونو حارس متردد لا يمنحنا الأطمئنان مثل ما كان عليه منير المحمدي ..حكيمي ذو المستوى العالمي الكبير لا يقدم مباريات كبيرة مع لاعبين غير متناغمين معه و لا يعطي مع مدرب يعدد من تغييره كل مرة في مراكز ثلاثة..سايس و أكرد و حتى ياميق و غيرهم لا يظهرون الانسجام و لا يعطون الأمان في قلب الدفاع ..ماسينا لا بأس به، أمامه وقت ليفرض نفسه.
وسط الميدان يقتضي تواجد لاعبين موهوبين يحتفظون بالكرة بالدحرجة و التمرير البيني و المراوغة المجدية و يجدون حلولا لخط الهجوم بالإرساليات العميقة و القطريات خلف دفاع الخصم و هذا ما لا يتوفر في برقوق و بوخلال المحدودين تقنيا.
الهجوم يتطلب تواجد سفيان بوفال دائما لتفكيك دفاعات الخصوم و دفعهم لارتكاب المحضور للاستفادة من ضربات ثابثة مؤثرة كما نتمنى أن تمنح الفرصة أكثر لبن شرقي للتعبير عن إمكانياته الكبيرة وفقا لتوظيفه جيدا كما هو الحال مع الزمالك و قبله مع الوداد ..يوسف النصيري قادر دوما على الجيد و على السيئ..عناصر أخرى كانت موجودة البارحة بالاسم فقط و وجب الاستغناء عنها فورا مثل منير الحدادي الذي أصابه ما أصاب الغراب عندما أراد تقليد مشية الحمامة ففقد المشيتين معا.
الحسرة تخنقني عندما أتذكر مواهب حفرت في الصخر ببطولتنا و أبدعت رفقة المنتخب و كانت تصول و تجول فوق أرضيات متربة و أخرى نصف معشوشبة و تركت لحمها و دمها في ملاعب إفريقية تحمل الاسم فقط، مورس عليها أبشع أنواع الظلم التحكيمي و لاقت أسوء المعاملة من الجماهير المتخلفة و من المسؤولين غير النزيهين و مع ذلك لم يستفيدوا ماديا كما هو الحال مع لاعبي الغنج و الدلال الذين يفدون علينا تباعا من أوروبا لارتداء قميص أحمر غال يتخذونه كواجهة زجاجية لتزيين السيرة الذاتية.
أجل لاعبون عباقرة مروا في عقود مختلفة و متتالية و بصموا رغم الظروف القاهرة على على كعبهم و مع ذلك لم يستفيدوا إلا من حب جماهيرهم الذواقة لفن كرة القدم.
لنتكلم الآن بصراحة و واقعية؟
لماذا التعنت في اختيار عناصر ناشطة في بطولتنا؟
لماذا تجاهل من يتألق بمصر أو بالخليج؟
هل فعلا لدينا منتخب قادر على التتويج القاري ؟
هل صحيح ما نسمع بأن جهات عليا من مصلحتها استمرار الاندحارات و الاقصاءات لإعادة البناء من جديد؟
من يستفيد من مصائب المنتخب من مرتادي الصالونات المظلمة؟
هل تخطيط الجامعة و من حواليها للرفع من مستوى المنتخب الوطني لحصد الألقاب هو تمويه للجمهور العاشق؟
ألا ينظر الساهرون على المنتخب الوطني بأن منتخبي نيجيريا و الكامرون انطلقا فقط منذ فجر الثمانينات و بصما عل حضور قوي في كل الواجهات في وقت كنا سباقين؟
عندما فزنا بالكأس القارية الوحيدة كان لمنتخب مصر لقبان فقط و بعدها أصبحت سبعة؟ فكيف نفسر هذا؟
منتخب ساحل العاج جاء من ورائنا و أصبح من كبار القارة..غانا صاحبة الأربعة ألقاب أصبحت لا تغيب عن كؤوس العالم ..تونس و الجزائر كذلك ..جنوب أفريقيا، زامبيا، السينغال وقعوا على حضور قوي في كل الملتقيات أيضا.
بل أن قوى كروية صاعدة مثل الرأس الاخضر و بوتسوانا و رواندا و تانزانيا و البنين و بوركينا فاسو…أذاقتنا الأمرين في مواجهات مختلفة.
سؤال أخير: ألا يستحيي بعض معلقينا من التطبيل و التزمير لبعض اللاعبين المتواضعين؟
لماذا لا يقولون الحقيقة المرة للجمهور؟
لماذا يتسترون عما يقع في الكواليس؟
أم أن كراء الحنك له ثمن.