آخر الأخبار

الطيور المغربية و الملحون – 21 –

سعيد أفلافل 

“الورشان” من بين الطيور التي نالت حظها في المتن الملحوني. تغنى به الشعراء و نظموا حوله قصائد كثر. ذُكِر في قصائد الربيعيات وفي قصائد أخرى. الورشان هو نوع من الحمام استخدمه الإنسان لنقل الرسائل منذ القدم أيام الحرب وأيام السلم. يتميز الورشان ( الحمام الزاجل) بعودته دوما إلى موطنه. يعيش في المناطق الجبلية و الساحلية وقد يتواجد في أماكن آهلةبالسكان. يتواجد الورشان في جميع أنحاء العالم باستثناء المنطقة القطبية و الصحراء الكبرى. يستطيع الطيران إلى ارتفاع يصل إلى 1829 مترا وقد يبلغ ارتفاعا أعلى، و تبلغ سرعته أثناء الطيران ما يقارب 125 كيلومترا في الساعة في المتوسط. يمكن أن يقطع الورشان مسافة مابين 966 و 1127 كيلومترا في اليوم الواحد. ينتقل الورشان عن طريق الاستشعار بمجال الأرض المغناطيسي، كما يستخدم الشمس لتحديد الاتجاه. تصل انواع الورشان إلى 350 نوعا.
يسمى الورشان ( الحمام الزاجل) في اللغة الفرنسية : pigeon voyageur، وفي الإنجليزية :homing pigeon ، أما الإسم العلمي لهذا الطائر هو: columbia livia.
يقول السي التهامي المدغري في قصيدة الساحي 1 :
” و الورشان ينوح على انثاتُه من فوق سطاح *** أساحي *** والبوح بعشقُه يبوح مالُه راحة ***و البشيق بقلبُه شريح.”
ويقول الفقيه بلفاطمي الرگراگي في قصيدة الزيارة :
” والنحاف مع الزطوط و الزرزور ينادي بمايتُه گدام الهزار *** و الورشان يزيم ويزفر *** طافح فْ هياجتُه وساكر بعقارُه. ”
هكذا ذكر الورشان في قصائد الربيعيات إلى جانب طيور أخرى. كما ذكر هذا الطائر في قصائد موضوعها الرئيس هو الورشان و مهمته النبيلة في نقل الرسائل إلى متلقيها.
يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدة الورشان :
” گبل لمدينة فاس يا حمامي ودِّي لي دالسلام في حفظ الغاني *** بميات سلام على مقامها يعبق طيب شذاه.”
وهذا الحاج إدريس بن علي في قصيدة الورشان يقول :
” خذ كتابي يا حمام للمدينة *** من أرض فاس تزور المدني.”
هذا هو الورشان.