آخر الأخبار

دورات تكوينية حول الممارسات الجيدة بواحات طاطا

واصلت جمعية تويزي للثقافة والعمل الإنساني عملها الجمعوي التكويني والتشاوري حول مشروع الترافع من أجل الواحة SOS OASIS الذي يؤطره برنامج مشاركة مواطنة المدعوم من طرف الإتحاد الأوروبي تحت اشراف مكتب الأمم المتحدة لدعم المشاريع UNOPS بتنظيم دورة تكوينية حول “الممارسات الجيدة في الواحات” بمدينة طاطا يوم أمس السبت 13 مارس الجاري، استفاد منها عدد مهم جدا من النساء والشباب والرجال يمثلون مختلف واحات ومناطق إقليم طاطا.

عقب انتهاء الزمن التكويني والتفاعلي لهذه الورشة صرح الحسين أكناو وهو فاعل مدني فلاح ممارس من داخل واحة إيمي أوكادير بجماعة فم الحصن بأنه من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى الإعتناء بالواحات من خلال تجنب تعرضها للحرائق واستنزاف فرشتها المائية واستعمال مواد التنظيف بمجاريها ورمي الازبال بمحيطها ومن داخلها كل هذه الأمور مضرة بالواحة.

هذا ويسترسل ذات المتحدث كلامه بالإلحاح على ضرورة غرس شتلات النخيل ذات الجودة الرفيعة من أجل تشبيب وإعادة اعمار تربة الواحة بأشجار النخيل مع العمل دوما دون كلل وملل في الإعتناء ب “الخطارات” ومنابع مياه السقي والعمل أيضا على عدم تشجيع زراعة البطيخ الأحمر لكونها زراعة دخيلة على المجال الواحي ولما يمكن أن تلحقه من ضرر بالفرشة المائية.

محمد باغدي منسق منظمة هجرة وتنمية والمسؤول السابق لبرنامج واحات الجنوب لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وبرنامج الأمم المتحدة بالنسبة إليه الممارسات الجيدة في الواحات تكمن أساسا في الحكامة الجيدة من خلال ممارسة تشاركية في تدبير العمل من داخلها بين الأمهات والآباء  الفلاحين والأبناء وبنقل وتمرير المعارف الأساسية للأجيال التي ستتحمل شؤون الواحات مستقبلا، إضافة إلى تشجيع تلك الممارسات الفلاحية التقنية الجيدة والتي من شأنها أن تساعدنا على الرجوع بالواحات إلى عمقها الذي يوفر العيش للساكنة من خلال تنويع المزروعات أكثر من الاهتمام بالنخيل بحد ذاته وفقط، تنويع المزروعات بالواحات سيكون له قيمة مضافة لساكنة الواحات باعتبار هذه الأخيرة تعرف بالنخيل والأشجار المثمرة والمنتجات الفلاحية الأخرى كالخضراوات والأعلاف.

محمد باغدي تحدث أيضا عن الحكامة في استعمال واستثمار واستهلاك مياه السقي والري والمرتبط أساسا بطرق الإنتاج مع ضرورة تشجيع الفلاحين باستخدام الأسمدة الطبيعية.

محمد حنفي المنسق الإداري لتعاونية مستاليت وفاعل جمعوي من مدينة طاطا قلا بأن هذه الورشة التكوينية مهمة جدا من حيث المضمون والموضوع الذي أثارته ولامسته لا من حيث البحث الأكاديمي ولا من حيث التجارب الحياتية والتجارب الواقعية الخاصة بالممارسات الفضلى والجيدة من داخل واحات إقليم طاطا، الحضور كان متميزا ومتنوعا بين النساء والشباب والرجال من مختلف واحات إقليم طاطا وما نتمناه فعلا يضيف ذات المتحدث أن تنجح جمعية تويزي للثقافة والعمل الإنساني في الترافع عن هموم واحات إقليم طاطا لادراجها في السياسات العمومية كمدخل رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة.

 

هذا وتأتي هذه الورشة التكوينية في موضوع  “الممارسات الجيدة بالواحات”  من أجل  تعبئة الفلاحين والشباب والنساء والتحسيس بأهمية التنظيم الذاتي والتعلم الجماعي للتصدي للتحديات التي تعيشها الواحة بالإقليم، وتثمين المبادرات المبتكرة والممارسات الجيدة في التدبير المستدام للمجال الواحي وتقاسمها بين المستفيدات والمستفيدين من الورشة،إضافة إلى  تعزيز قدرات الفاعلين على المستوى المحلي خصوصا الشباب والنساء والفلاحين وذلك ببناء هذه القدرات وتقويتها على التعلم الجماعي وتبادل الخبرات والمعرفة والممارسات الجيدة، بهدف التأثير إيجابا على الممارسات الفردية والجماعية.