آخر الأخبار

معرض الزربية الصربية بمتحف دار السي سعيد بمراكش

متحف “دار السي سعيد” يعرض الزربية الصربية احتفاء بالذكرى 65 للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وصربيا .

أفتتح اخيرا بالمتحف الوطني “دار السي سعيد” ذو الصيت العالمي بمدينة مراكش، معرض الزربية الصربية المعروفة بإكلمة بيروت المنتوج الصربي الذي نال إعجابا دوليا في مجموعة من المعارض الأوروبية، وذلك في إطار الاحتفاء بالذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية صربيا والمملكة المغربية.
ويشكل هذا المعرض، الذي يجري تنظيمه من طرف المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف الانثروغرافي ببلغراد إلى غاية الثاني من شهر غشت المقبل، فرصة لعشاق التراث الأصيل المغاربة والأجانب للاطلاع على خصوصيات الزربية الصربية وحمولتها التاريخية والثقافية.
ويضم هذا المعرض، 13 قطعة تختزل جانبا من الزرابي التي يزخر بها المتحف الاثنوغرافي لصربيا، لتقدم جانبا من أوجه التشابه بين الحنبل المغربي والزربية الصربية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أنه بعد إعادة ترميم المتحف الوطني “دار السي سعيد” المكان المرموق الذي يتصل اسمه بحاضرة مراكش، أصبح منفتح على العالم وبالتالي فهو مفتوح لأصدقائنا الصربيين لعرض أعمالهم الكبيرة ومنتجاتهم، ويهب لزواره فرصة اكتشاف خبرة تمتد لتاريخ تليد وتتعلق بالنسيج والسجاد (الزرابي).
وأضاف قطبي أن الفن بصفة عامة بما فيه الفن العفوي للزربية يعتبر لغة كونية، وان الثقافة تعد أفضل جسر لبناء الصداقة بين جميع شعوب العالم .
وشدد قطبي على أوجه التشابه الثقافي بين الزربية الصربية والمغربية، مما يبرز أن لدينا نفس الجدور ونفس الثقافة المتوسطية، مشيدا في السياق نفسه، بالرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى جعل الثقافة عنصر أساسي ليس فقط للنمو الاجتماعي والاقتصادي، ولكن أيضا للنمو الثقافي من اجل الانفتاح على البلدان الأخرى.
من جانبه، قال إيفان بوير سفير جمهورية صربيا بالمغرب، ” انه انطلاق من تجربتي والفترة التي قضيتها بالمغرب، تعرفت على عدة أوجه التشابه بين البلدين، وبين الثقافتين، وأن الثقافة ليس لها حدود”
وأشار إلى أن الزائر للمعرض الدائم للزربية المغربية، والمعرض الخاص بإكليم الصربي، سيقف على أوجه التشابه بين الزربية المغربية وإكليم الصربية، خصوصا أن المعرضين يتقاسمان نفس الأنماط.
بدورها، أكدت سليمة أيت امبارك محافظة متحف “دار السي سعيد”، أن تنظيم هذا المعرض، يندرج في إطار الاحتفاء بالذكرى ال 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجمهورية صربيا ، مبرزة الأهمية الثقافية والتاريخية للمتحف المصنف ضمن أحسن المنشآت المتحفية بالمغرب، والذي أغنى كثيرا الحياة الثقافية بمراكش.
وأشارت أيت مبارك إلى أن الزربية المغربية الحنبل وإكليم الصربي يمثلان عدة تشابهات خاصة عندما نتكلم على الزربية القروية حيث يبرز عدة عناصر تشابه التي توجد في صربيا، والتي نحرص اليوم على الاحتفاء بها.
وذكرت محافظة متحف “دار السي سعيد” أن زربية الحنبل تنتج على الخصوص بمنطقة سلا، وأن هذه الزربية تتقاسم عدة عناصر مع إكليم الصربي من ضمنها الأشكال ذات البعد الهندسي التي نجدها في كل الزرابي التي يتم انجازها على المستوى جبال الأطلس وبالمغرب الشرقي وأيضا بمنطقة الأطلس المتوسط التي تعتبر أكبر مركز لإنتاج الزرابي بالمملكة .
وأشار الادريسي عبد العزيز المسؤول عن اعادة تأهيل المتاحف بالمؤسسة الوطنية للمتاحف، الى التشابه الكبير بين شق من الزربية المغربية والزربية بصربيا، وهذا أمر ليس غريبا على اعتباراننا ننتمي الى الثقافة المتوسطية بشكل عام وأن الرافد المتوسطي غدى الثقافة الشرقية شرق البحر الأبيض المتوسط ، والثقافة المغربية.
وأضاف أن الاحتفال بالذكرى 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية صربيا والمملكة المغربية، لن تقتصر فقط على تنظيم هذا المعرض، بل ستشمل معارض أخرى مرتبطة في شقها الآخر بالتراث الأثري بمعارض أخرى بمدينة الرباط ومعارض متنقلة مابين الرباط وطنجة ومراكش.
وأعيد إنتاج إكلمة بيروت إلى الواجهة، بعد استقلال صربيا عن الحكم العثماني سنة 1878، واكتسبت القطع أهمية فائقة نظرا لحضورها الواسع في الأثاث المنزلي الذي تختاره الطبقات الميسورة من المجتمع الصربي بعناية، ومع مرور الوقت أضحى الكليم رمزا مرئيا وطنيا بامتياز، يتم استخدامه في الأماكن العامة كزينة خلال التظاهرات السياسية الثقافية، العسكرية والرياضية، ويؤتت المصارف ومبنى البرلمان ومساكن كبار المسؤولين في الكنيسة.