آخر الأخبار

نومة العسل

ما رأيك في الدخول الثقافي لهذا العام؟؟
سؤال استفزازي سفيه… لا يمكن أن يطرحه عاقل… ولا يمكن أن يجيب عنه عاقل… وحتى إذا ما جاء أحد من المريخ أو من أي كوكب بعيد وطرح السؤال وأقسم بأغلظ الإيمان على حسن طويته، وجب أن نشك في سلامة عقله، وألا نصدقه، أن نتجاهله ونكظم غيظنا … وإذا تحدانا ووجه سؤاله لحكومتنا في شخص وزارة، لا زالت تصرّ على أن تضمن اسمها كلمة ” ثقافة ” وجب أن ننبهه إلى أننا نحرص شديد الحرص على نوم وزارتنا، المحسوبة على ثقافتنا وهويتنا، في العسل ، ونرفض رفضا باتا أن يوقظها أحد ، بدعوى الدخول أو الخروج .
في بلد سرّح جميع مثقفيه ، وأتلف قاعاته السينمائية وهدم مسارحه و أغرق مكتباته بالتافه و المبتذل من المؤلفات والكتب وخرّب تعليمه، وحوّل جامعاته إلى متاحف للجهل ومقرات للدراويش والدعشنة وقراء الفناجين المقلوبة ، يصبح مثل هذا السؤال مثيرا للضغينة و إفسادا للنوم العسلي…
كلما أثير هذا السؤال، خطر ببالي بابٌ مقوّس مبنيٌ بالاسمنت والياجور في الخلاء، يمر به المسافرون بين الجديدة ومراكش، أعتقد أن مجلسا قرويا بتلك الناحية كان ينوي بناء سوق أسبوعي هناك، لكنه فضل بمجرد بناء الباب أن يأكل ميزانية السوق، فأرض الله كلها أسواق… وبقي الباب منتصبا كتمثال إغريقي حزين صامت، عندما تمر من خلاله لا تدري هل أنت داخل إلى… أم خارج من؟

محمد عزيز المصباحي / الجديدة