آخر الأخبار

نعم للخاوة و لا للعداوة

نور الدين العقاني

اللقاء المرتقب غدا بإذن الله بين الشقيقين الجارين هو مباراة في كرة القدم فقط و لاداعي لتهويل الحدث،فنحن لا نريد أن نذكر مرة أخرى بأننا لنا نفس القواسم المشتركة من دين و لغة و عادات و نفس الهموم و القضايا.
نحترم الشعب الجزائري و نختلف مع سياسييه و نظامه بالمرة و ندعوهم دائما بأن يعودوا لرشدهم و نطلب لهم الهداية فكلنا مسلمون و عرب و سحقا لمن يريد فتنتنا.

عندما صرت منذ الصغر أتابع كرة القدم كنت أضع دوما مقارنات بين لاعبي المنتخبين و كنت أجد تقاربا بل تشابها في المهارة و البنية و العقلية، كانت أيضا نجومية لاعبي الجزائر و المغرب لها نفس التوهج و الشهرة، حتى الإنجازات كانت شبه متماثلة.
فقد كان المخلوفي،لالماس،زوبا،كرمالي…على قدر المساواة مع بنمبارك، بلمحجوب،أقصبي، البطاش… و كان فركاني،سرباح،دحلب،محيوز….نظراء للهزاز، بيتشو،فرس و أحرضان…و دريد، بلومي،ماجر، عصاد…. منافسين للزاكي، الظلمي، تيمومي، بودربالة …. كما أن الوزاني، بنميلود ، بلخطوات، رحيم …. كانوا ندا للغريسي ،راغب،برازي،ناضر…. و أيضا مزاير، صايفي،بلماضي،طاسفاوت، بنعربية….واجهوا بنزكري، كماتشو، حضريوي، حجي، بنمحمود….ثم كاواوي، عنتر يحيى، زياني ،شراد ….جابهوا فوهامي،نيبت زاييري، شماخ…. و أخيرا و ليس آخرا فبمبولحي،ماجيك بوكرة، مطمور،يبدا، قادير تباروا ضد لمياغري، قادوري، خرجة، هرماش، السعيدي….
وإذا استحضرنا ذاكرتنا قليلا سنجد أن أسماء رحيم، الوزاني،بلخطوات، بنعبدالله، بنميلود….هتفت لها الحناجر و طوقوا أعناقها بالقبل و احتضنتها الجماهير و رحب بها الشعب.
كما احتضن وطننا و لا زال محيي الدين خالف، إيغيل،سعدان، أيت جودي، بنشيخة….و لقي الزاكي و الطاوسي ترحيبا لا ينكر من أحفاد الأمير عبد القادر في مقامهم هناك.
و إذا سردنا فقط أسماء مادوني، بنسماعيل ، بنعطية، مهدي طويل،إسماعيل بناصر،محرز سندري فورا أن هؤلاء اللاعبين الذين مثلوا المنتخبين معا هم أولاد لزواج مختلط الجنسية و حتى إن لم يكن ذلك مباشرة فإن الأصول عبر الجد أو الجدة له نفس الوظيفة في تحديد الإنتماء، يبقى فقط الإختيار موكلا للاعب نفسه في الإقدام على ارتداء فانيلة أي منتخب أراد.
القضية هنا لا تحتاج لإسهاب كبير في الشرح و التفصيل ولا داعي للتذكير بما فعله المستعمر الفرنسي و حليفه الإسباني في رسم الحدود بين البلدين و اختلاق كيان وهمي يقض مضجع بلدنا لحوالي نصف قرن من الزمن.

الجميع من أصحاب العقول النيرة و الألباب الراجحة يعلم أن النظام الجزائري هو من يؤجج شعبه بواسطة إعلام مضلل و معتم للحقيقة، و بواسطة مطبلين من الصحافة المارقة التي تجنح للظلام في تسليط الضوء عن القضايا الحقيقية لبلدهم و التي يمتطي بعض رعاعها صهوة الكذب و الافتراء لتلميع كابرانات شيوعيي الفكر و متحجري المادة الرمادية من أجل دنانير زائلة.
أتمنى أن يمر اللقاء في أجواء رياضية مثالية و أن يقدم لاعبو المنتخبين أفضل ما لديهم كرويا فوق البساط الأخضر فقط .