آخر الأخبار

نحتاج لصحوة ضمير

إدريس المعاشي


على إثر واقعة صاحب الطاكسي بمدينة مراكش الوجهة السياحية الاولى بالمغرب والرئيسية في تعامله اللامسؤول مع سائح بريطاني .هذا السلوك الشاذ الذي مسح في رمشة عين مابناه الآخرون في مدة ليست باليسيرة ولا السهلة ساهمت فيه عدة مكونات وعلى رأسها الرياضة .لم تؤثر فيه كل هذه الاحداث الطرية التي وقعت في الوطن والتي جددت تعاقدنا مع الإنتماء .اعتقد في وطن يحكم مفاصله التخلف لانحتاج فقط لتحقيق الإنجاز والنجاح بل يتطلب الأمر بل من الواجب علينا جميعا الحفاظ عليه وضمان ديمومته واستمراريته وتعميمه في مجالات اخرى لها ارتباط بالإنسان. مما يحز في النفس كلما حلت محنة بالوطن لانتعلم منها مايفيدنا في المستقبل .السلوك المدني تحت المجهر من خلال تعاملنا مع الآخر لانها هي الصورة التي ينقلها عنا.لايمكن نسيان الراعي الذي مكن سائحتين تائهتين بالجنوب من طعامه بكل كرم وحب وسخاء مما جعل تلك الصورة النبيلة والراقية والتي تعبر حقيقة عن القيم الرصينة وعراقة هذا الشعب تطوف ارجاء العالم كله .لم تصدق السائحتان الأمر واعتبرتا هذا الأمر سمو اخلاق ونضج في التعامل .كلنا شعرنا بالفخر وكبر في اعيننا ذاك الراعي .
لكن حدث مول الطاكسي المثال النقيض الذي طفا على السطح ولم يترك لنا فرصة الإستمتاع بالإحساس الجماعي والفرحة التي طافت بيننا في كل ارجاء الوطن . واقعة السائح البريطاني الذي وثق بالصوت والصورة التسعيرة التي فرضها صاحب سيارة الأجرة بدعوى ان الزبون سائح اجنبي و بالمناسبة ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. رغم تسجيل المبادرة الولائية في توفير الشباك بعين المكان الذي سيحل هذا الإشكال لكن لن يحد منه لأننا نحتاج إلى مقاربات مواكبة تحد من الظاهرة من خلال تقنين القطاع وهيكلته . صراحة من خلال هذه الواقعة والتي رفضها الجميع مهما كانت الحيثيات يمكن القول أننا لانستفيد ولانتعلم من الأزمات وهنا لايجب ان ننسى محطة كورونا والتي عاش فيها القطاع اسوا أيامه وعرفت كذلك فترة دعم وتضامن معه من طرف الجميع في زمن لا توجدفيه لا سياحة داخلية ولا خارجية.بعد انتهاء الجائحة لاحظنا كيف تعامل القطاع مع الساكنة بالمقارنة مع السائح الأجنبي؟ كيف يتعامل القطاع مع ثلاث زبائن لهم نفس الوجهة ؟ كما يتم تغييب العداد بمزاجية مرفوضة في مواقع معينة وعدم اعتماد مسار معلوم تلبية لطلب الزبون واتخاذ وجهات اخرى بحثا عن المزيد من الدراهم في حصيلة العداد وغيرها من الحيل وطرق التلاعب التي لاتخطر على البال .كل هذه السلوكات المشينة لايمكن تعميمها على الجميع فهناك سائقون يؤدون عملهم بضمير لأنهم يعتبرون انفسهم ممثلين للدولة المضيفة واي سلوك منهم ينسحب على الدولة بأكملها .وهي فئة تحتاج للدعم والمساندة لتصبح اكثرية من خلال تنظيم مبادرات من قبيل احسن سائق بدون حوادث وله مواقف نبيلة .من خلال هذه التظاهرات الهادفة وغيرها سنرسخ بلاشك ثقافةالسلوك المدني الذي يشرف الوطن .فكل قطاعاتنا تحتاج للحظة اعتراف وصحوة ضمير .