آخر الأخبار

ميلان كونديرا

ميلان كونديرا :  معاد تكريره في حاويات منظمات الانجويز : أو فقاعة كونديرا 

* غازي الذيبة

 

 

صحيح أنني قرأت أعمال ميلان كونديرا، واهتممت بمشروعة الروائي، لكنني لم أفتن به، لأنني كنت على معرفة بأنه صنيعة منظمات الانجويز الإمبريالية لفرض هيمنة الرأسمالية المتوحشة على العالم (ونشر المثلية ووجبات الحشرات مثلا، والقنابل العنقودية، وتأييد كيانات الاستبداد، وبعض المحتلين، ومحاربة الثقافات المحلية والقيم الإنسانية، واختراع ديانات تجارية كالابراهيمية)، وقد كانت أداة من أدوات مناهضة المعسكر الشيوعي في أوروبا الشرقية إبان الحرب الباردة، وحين أشتم رائحة مثل هذه لدى أي مبدع، أضع يدي على رأسي، حتى لا يأخذني التفاعل معه، واعتباره أيقونة مقدسة، لذا أُصر على الا أغفل انه صنيعة معامل المخابرات الغربية المتوحشة.
ميلان كونديرا، أحد أعمدة الرواية في أوروبا الشرقية، ذاك أمر جرت صناعته في مرارات الحرب الباردة، ونظمت من أجل ترويجه كأيقونة حرية وانفتاح، حملة ضارية حققت له هذه المكانة، لكنه أيقونة من البلاتسك المعاد تدويره في معامل صناعة الرموز الإمبريالية، حشيت بالسم، فالحرية عند واحد مثله، تعني الانحياز للصهيونية وكيانها القمامي، ولعق أحذية سدنة الإعلام الصهيوأطلسي، لغرف الجوائز ونيل التكريمات من حاوياتهم ومزابلهم.
ولأني – ربما- نمطي، أو “دقة قديمة”، أؤمن بأن الفنان والمبدع.. أيا كانت جنسيته وعرقه ولونه، يحمل قيماً إنسانية، وينادي بها، وأولها: “العدالة” و”الحقيقة”.. إلا أن “الأيقونة” كونديرا، والمثقف “الاستثنائي”، لم يمتثل لهذه القيم في مواقفه ضد من يغتصبون أراضي شعبي، ويقتلون أطفالنا ويسجنونهم، ويعتدون على حرياتنا، ويحرموننا من العيش كبقية البشر.
هذه “الأيقونة” التي ترحل عن عالمنا الوسخ هذه الايام، لم تكبد نفسها عناء البحث عن الحقيقة، واندلقت خلف الزيف والقمامة الكونية، دون أن يفتح فمه حتى بالسكين، للتفوه بأي موقف يناهض جرائم الصهيونية والامبريالية، فهي من منحته فرصة الانشقاق عن شعبه، وخيانته، وإدراج اسمه على قائمة المموّلين بأموال القتلة، وهو من صفقت له أكاديميات الغرب الامبريالي، وقبلها أكاديميات العدو ومؤسساته الإعلامية.

* شاعر و كاتب من فلسطين