آخر الأخبار

مفهوم الأمية و علاقتها بالنبي – 9 –

عبد الله المعاوي 

القراءة والكتابة رسالة إسلامية عظمى إلى الناس كافة .
ذلك ما نستنتجه من النص القرآني المتعلق بالحديث عن اليوم الآخر . ومعلوم أن التصديق باليوم الأخر ركن من أركان الإيمان في الإسلام . بحيث لا يتم إيمان المسلم إلا به . فهو عماد يضاف للنطق بالشهادتين ، والتصديق بالقرآن الكريم الذي نزل على النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، والتصديق بالجنة والنار، والتصديق بالبعث من القبور .
كل هذا يجعلنا نعتبر تعلم القراءة والكتابة فرض عين على كل مسلم ومسلمة. لكن هذا الفرض العيني لا يعفي مسؤولية النظام الحاكم في العمل على إتاحة فرص تحقيقه . مثله مثل ركن الزكاة . وهو ما تم تطبيقه في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين عندما جند المجتمع كل إمكانياته لجمع الزكاة وتنظيم توزيعها على مستحقيها . كما بذل جهده من أجل تعليم الناس القراءة والكتابة من خلال حفظ وتحفيظ القرآن الكريم. بل ذهب المجتمع الإسلامي المنتشر في شبه الجزيرة العربية وخارجها إلى العمل على تعلم القرآن بين الشعوب الداخلة للإسلام .وجعل تعلم الكتابة والقراءة سببا من أسباب فك الأسرى والعفو عنهم في زمن الفتوحات الإسلامية .
قال تعالى في سورة الانشقاق :
يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه .الآية (6). فأما من أوتي كتابه بيمينه. الآية (7).فسوف يحاسب حسابا يسيرا. الآية (8). وينقلب إلى أهله مسرورا. الآية (9). وأما من أوتي كتابه وراء ظهره.الآية (10). فسوف يدعو ثبورا الآية (11).
فالمفروض في المسلم المؤمن أن يموت عارفا للقراءة والكتابة حتى يقرأ كتاب أعماله في اليوم الآخر.
وهناك من يعتبر تعميم القراءة والكتابة في المجتمع الإسلامي قاطبة من أهم العوامل الفاصلة بين عهدي الجاهيلة والإسلام . فبعد مجيء الدعوة المحمدية أصبح مفهوم الإنسان مرتبط بمعرفة القراءة والكتابة بالنص القرآني المبين للحق . والخلل الذي نلمسه الآن في المجتمعات الإسلامية خاصة ، يتقاسم الفرد والمجتمع معا تحمل مسؤوليته . فلا يحق للأمة التي تعتبر الإيمان باليوم الآخر ركنا من أركانها ، أن يعيش فيها ولو فردا واحدا لا يعرف القراءة والكتابة .