آخر الأخبار

مراكش الف حكاية و حكاية لعبد الله العلوي

دور السلطة في الساحة

تعرف الساحة بنايات تشكل مظہريا ونفسيا جہازا مخوفا لمراقبـة السـاحة وحمايـة زوارهـا عـنـد الاقتضاء تنتصب دائرة الأمن الوطني في موقع مركزي مع سمعة تثير الرعب ، وتنتصب أمامها الدائرة الوسطى ، وهي تتبع وزارة الداخلية وتتوفر على جهاز أمني للقوات المساعدة . وكانت في الأصل توجد في بناية قديمة تم نقلها إلى بناية جديدة تليق بالمقام ، وتقع مؤسسة بنك المغرب القديمة في الجزء الشـرقي مـن السـاحة وبجوارهـا مؤسسة البريد ، وسـوق الجديد في الجنوب ، والذي يتوفر على مطاعم في دكاكينه للغذاء ، لأن السـاحة تتحـول مسـاء إلى مطاعم للعشـاء تنافس مطاعم سـوق الجديد . ويتـوفـر هـذا السوق ، الذي بالجديد بعد تجديد دكاكينه العشوائية . يتوفر على سمي دكاكين الحلاقين وأكواخ الخبـازات ، وبجواره يقع مقهى السوربون القديم ، الذي تحول إلى مقهى أركانة -كما ذكرنا سابقا- . وأمام هذا المقهى كان هناك حمام تقليدي تحول إلى مسجد للصلوات الخمس ، إلى جانب مقهى فرنسا ومقهى ” لكلاص ” . وتمـارس السلطتان الأمنية والمحلية رقابتها من خلال عناصر تعمل مباشرة مع هاتين الإدارتين مثل الشيخ والمقدم ، أو عن طريق مجموعة هائلة من المخبرين الذين يبلغون السلطتين بأي جديد يقع في الساحة ، فإذا شـرق أحـد الـزوار والتجـا إلى الأمن ، فإن محفظته أو نقـوده التي ضاعت منه عن طريق الخـداع مثلا ، تعاد بسرعة نتيجة الضبط المفروض في الساحة . وتغض السلطة بصرها عن الشكاوى التي لم تصلها ، وعن الممارسات التي تقوم بها العناصر الاستخباراتية كبيع السجائر بالتقسيط وهـو أمـر ممنـوع ، أو ممارسات أخـرى تتعلق بسبل العيش ، ويستفيد الأعوان من هذه الأعمال مـواء كانت ممنوعة أو مشروعة ، لكن الصمت والسرية سيدا الموقف ، فلا أحد يتكلم عن الآخر مادام الأمر يتعلق بمصلحة واحدة ، بقاء الساحة مزدهرة معنويا وماليا .