آخر الأخبار

مراكش ألف حكاية و حكاية لعبد الله العلوي

تقديم حسن اوريد -2 –

وإلى هذه الثقافة العالمة ، رعت مراكش الثقافة الشعبية ، فهي حيث استوى عود شعر الملحون ، وأبدع فيه أصحابه ، وبلغوا الشفوف ، وهي حيث التراث الشعبي من قصص وحكي ، بعضها يغـرف مـن قـصـص ألف ليلة وليلة ، أو ينسج على منواله ، وجله من عبقرية المكان . لـم تنطمــر عبقرية المكان رغـم العاديات ، وما أكثرها . فلقد ارتأت الحركة الوطنية أن تغلق ساحة جامع الفنا عقب الاستقلال وقد اقترنت في أذهان بعض منها بالفلكلور والميوعة ، ورأى فيها مرتعا للتحلل . ولـم يـدم قرار المنع ، فعادت الساحة إلى ما عرفت به ، من ضروب الإمتاع والمؤانسة ، إلى يومنا هذا ، يأخذنا مولاي عبد الله العلـوي في هذا الحكي ، وهـو ابـن مـراكش الـذي رضع لبناها ، ودرج في أفيائها ، وتشرب روحها ، إلى رحاب جماع العبقرية المغربية ، من مراكش ، عبر بوابة التراث الشعبي . وما أحسب أن هذا العمل الذي نذر لـه مـولاي عبد الله جہدا محمودا ، في أناة وقصد ومعرفة وجدانية ، أن يكون بداية ونهاية ، فلكأنه شهرزاد تتحفنا بجميل حكيها حتى

إذا استحكم الشـوق ، وأدركهـا الصباح أمسكت عـن الكلام المباح ، كي تستثير الرغبة ، وتستدر الاهتمام البدايـة مـن جـامع الفنـا . وإذ يقـال إن المعاصرة حجاب ، فكذلك الشهرة ، فهاته الساحة التي ذاع صيتها ما تزال حبيسة نظرة فولكلورية ، لم يجد هذا التراث العالمي بعد ، في عرفي ، وقد أكون مجانبا للصواب ، من يجليه . ويوفيه قدره ، عدا النظرة السياحية العابرة ، أو ما تحملها كتيبات الإرشاد السياحي ، والانطباعات الصحافية ، يملأ مولاي عبد الله فراغا ، أو يسهم في ملئه ، لأن الجهود ينبغي أن تتضافر لمسح الغبار كمـا يـزاح عن تحفة أثرية إلى أن تتبدى نصاعتها . قد لا يرى الرائي في جامع الفنا إلا ساحة للتسلية ويذهل عن دورها كبوتقة تصهر الأقوام ، في حركية دائبة ، ة وقد يقف على ضروب من الإمتاع والمؤانسة دون أن يغور إلى ما يعتمل في المرجـل مـن تـسـربات مجتمعية ومخاض ثقافي ، إلى هذا يأخذنا مولاي عبد الله في حديثه عن جامع يفنا التي كانت تضطلع ، إلى جانب التسلية ، بما نعرفه اليوم من استطلاعات الرأي، ورصد حركية المجتمع و الوقوف على خلجاته .