آخر الأخبار

مديرية التحريض على المقاطعة

انعقد صباح أمس الأحد 21 مارس 2021، بمدينة الدار البيضاء، الجمع العام التأسيسي ل”الجمعية الوطنية لحكام كرة القدم الدوليين وحكام القسم الأعلى السابقين”، بعد عمل جبار وتحركات جادة، لأعضاء اللجنة التحضيرية وناطقها الرسمي عبد الله محب الفلالي.

التئام وجوه بارزة ومقتدرة وذات كفاءة عالية، تمثل أجيالا مختلفة من ميدان التحكيم الوطني، في زمن جائحة كورونا، هو في حد ذاته إنجاز كبير، وانتصار يحسب لأسرة التحكيم الوطني، التي تحركت في الوقت المناسب بعد أن تأكدت من أن الجمعية التي خرجت إلى الوجود في سنة 2014، تحت مسمى “جمعية الحكام الدوليين”، وترأسها يحيى حدقة، قبل أن يطرأ تغيير على التسمية في الجمع العام المنعقد سنة 2015، بالعاصمة الرباط، وتصبح “جمعية الحكام الدوليين والنخبة”، ميتة ولا يرجى منها خير، وأفضل ما يمكن القيام به، هو “إكرامها بالدفن”!.
لقد استشعرت مكونات التحكيم الوطني فداحة ما يجري ويقع، وباتت مقتنعة بأن التزامها الصمت والجمود، ليس هو الخيار المناسب للتعامل مع وضعية غير عادية بالمرة، خصوصا مع استشراء ممارسات مشبوهة وفاسدة، تسعى إلى إحداث الانقسام والفرقة، ونفث سموم الضغائن والأحقاد والكراهية بين حكام كرة القدم الوطنية من طنجة إلى الكورة!!.
منذ سنة 2015، والجمعية التي استمر الخبير حدقة في رئاستها، مجرد جمعية وهمية، بلا نظام أساسي ولا وصل إيداع مؤقت أو نهائي من السلطات المحلية، ولا اجتماعات ولا أنشطة…
والمثير للاستغراب أن رئيسها لم يعلن عن استقالته حتى بعد عودته لتولي منصب مدير مديرية التحكيم، ليبرهن على أنه مدرك لعدم جواز وصواب الجمع بين مهمتين، إحداهما تطوعية والأخرى مأجور عليها، وتجعلانه مطوقا بحالتي التنافي وتضارب المصالح!!.
وفضل أن تبقى الجمعية جامدة، إلى أن تحتضر مع مرور الوقت في صمت، وتلفظ في النهاية أنفاسها!!.
بعد أن تراكمت الحجج والدلائل على أن انتظار شيء إيجابي من جمعية، لا وجود ولا أثر لها، لا جدوى منه، بادر حكام غيورون إلى التحرك، للتفكير في الإجراءات العملية والحلول الممكنة) لوضع حد لوضعية غير مفهومة وغير مقبولة بالمطلق، من منطلق الحرص على خدمة المصلحة العامة، وليس من منطلق تصفية أي حسابات مائعة وتافهة مع أي طرف، إلا مع الفراغ والجمود ومخطط الإمعان في إحداث مزيد من الشرخ وترسيخ أجواء انعدام الثقة بين الحكام، لكن المدير المحترم جدا، وحسب مصادر مطلعة وموثوق بها، لم يستسغ هذا التحرك الذي كان في الاتجاه الصحيح، فوصل الليل بالنهار، لإفشاله عن طريق الترويج لادعاءات مزيفة وباطلة في كل الاتجاهات، وخاصة داخل جامعة كرة القدم، بهدف النيل من مصداقية وسمعة ومشروعية المبادرة ككل، وتصويرها على أنها مبادرة “متمردة تستهدف في العمق الجامعة”!!.
وحينما أدرك أن خطاب التشكيك في خلفية وأهداف المبادرة لم يعط أكله، ولم يحقق ما كان يسعى إليه، لجأ إلى وسيلة أخرى، وهي ممارسة الضغط واستعمال بعض “جيوب المقاومة” الفاقدة للمصداقية والنزاهة، للتحريض على مقاطعة الجمع العام التأسيسي.
لكن الحملة في نهاية المطاف باءت بالفشل، وبرهنت من جديد على المأزق الكبير الذي يعيشه تحت تأثيره التحكيم، جراء طغيان مظاهر العشوائية وعقلية الدسائس وفرق تسد…
لا أحد فهم السر في موقف المديرية المتهالكة والمتهاوية، من جمع عام تأسيسي يسعى منظموه إلى تصحيح وضعية سيئة، وملء فراغ قاتل، وتجميع الحكام ليفكروا بصوت جماعي ومسؤول وجاد في قضايا التحكيم، بصيغة الحاضر والمستقبل، والتدابير التي يتعين الانكباب عليها، للمساهمة في إصلاح وتدعيم التحكيم، وتثمين المكاسب، وإنشاء هيئة منبثقة من إرادة الحكام، وتمتلك القدرة على أن تشكل مخاطبا رسميا وشرعيا، وقوة اقتراحية، وأن تكون خير معبر عن آمال وتطلعات الحكام، وتواكب كل التوجهات والمشاريع الرامية إلى تبويء التحكيم المكانة التي يستحقها كأحد المكونات الأساسية في مشهد كرة القدم الوطنية.
السر يعرفه، بكل تأكيد من نزل بثقله للحيلولة دون انعقاد الجمع العام التأسيسي ل”الجمعية الوطنية لحكام كرة القدم الدوليين وحكام القسم الأعلى السابقين”، والتشويش على عمل اللجنة التحضيرية، لكن انعقاد الجمع العام التأسيسي هو أكبر رد على الحملة المناوئة ومن يقف وراءها.
لذلك، فانعقاد الجمع العام التأسيسي هو انتصار لإرادة الحكام في التغيير، ورسالة إلى كل من يعنيه ويهمه الأمر، على أن الحكام موحدون أكثر من أي وقت مضى، ومصممون على أن يشكلوا أسرة واحدة وجبهة واحدة في الدفاع عن قضاياهم العادلة والمشروعة!.
متمنياتنا لهذه المبادرة الجادة بالنجاح والتميز.

عبد اللطيف المتوكل