آخر الأخبار

مأساة عائلة أفغانية على الحدود الباكستانية

تقرير إعلامي نشره موقع “يورونيوز”، يسلط الضوء على حالة مواطن أفغاني تجسد مأساة قد تكون واحدة من بين مآسي الآلاف من الأفغانيين الذين لا يطيقون العيش في ظل ثيوقراطية طالبان المعادية للحرية و لكافة القيم الانسانية.

و يفيد الموقع المذكور، أن المواطن المعني أكد بانه تلقى رسالة تحذير من حركة طالبان تقول له فيها بأنه إذا لم يترك وظيفته فسوف يقطعون رأسه.

و تعكس الشهادة التي قدمها المواطن الأفغاني، و الذي كان يعمل لدى مقاول أمريكي، حجم المخاطر والمعاناة التي يعاني منها العديد من الأفغان الذين لم يتمكنوا من الفرار من البلاد.

و وفق تعبير ذلك المواطن الذي نقله الموقع، فإن الشعب الأفغاني يخشى من أن لا تحترم حركة طالبان حريته، ولا تسمح للناس بتحقيق تطلعاتهم الرئيسية، هذا هو السؤال الرئيسي”، يضيف هذا المواطن من ساكنة كابول الذي تمكنت “يورونيوز” من الاتصال به من خلال تطبيق الواتساب.

المواطن المعني و اسمه الباسط، لم ينتظر كغيره من الأفغان الإجابة على هذا السؤال الذي يؤرق كثير من السكان، حيث بين عشية وضحاها حزم الباسط حقائبه وتوجه رفقة زوجته ربيعة إلى الحدود الباكستانية التي منها كان يتحدث إلى الموقع حيث قال:

“كنت أعمل مهندسا للكهرباء في محافظة “غازني”، و عندما انهارت الحكومة وسيطرت طالبان على البلاد، شعرت بالتوتر الشديد لأن زوجتي أوشكت على الانتهاء من حملها. بالنسبة لعلاجها، لم يكن معي سوى 10.000 أفغاني فقط (حوالي 100 يورو). لذلك ذهبت لرؤية رئيس الوزراء لأطلب منه رسالة تسمح لي بتلقي راتبي. أخذت الخطاب إلى طالبان وبدلاً من إعطائي راتبي حذروني من أنني إذا ذهبت إليهم مرة أخرى، فسوف يقتلونني “.

و في شرحه لمحنته و محنة عائلته، يقول، إنه بعد وصولهما إلى باكستان، طلب الزوجان المساعدة التي لم تصل بعد. منذ عدة أيام، كانوا يحاولون التسجيل كطالبي لجوء، لكن السلطات لا تدرك مدى إلحاح قضيتهم ولم ترتب موعدًا لهم بعد حتى يتم تسجيلهم، مؤكدا على أن لا حق لهم في الحصول على سكن أو مساعدة طبية، وسيولد طفلهم الثاني في أي وقت …
يلقي المواطن الباسط باللوم على الرئيس المخلوع و حركة طالبان في وضع عائلته المأساوي. ويشكو بمرارة: “لم يساعدنا أحد”. ويضيف: “لم تدفع لنا الحكومة رواتبنا ولم تسمح لنا طالبان بتلقيها. علاوة على ذلك، أخبرونا أننا لا نستطيع الهروب لأننا خدمنا نظام غني”.

مع عدم وجود مكان للذهاب إليه وعدم وجود سبب للعودة، كان باسط وربيعة ينامان في الخارج أمام مركز تسجيل طالبي اللجوء في إسلام أباد. يبدو عبد الباسط، وهو يحتضن ابنه الصغير، مستسلمًا لمصيره، كغيره من الآلاف من الأفغانيين الذين يبحثون عن خلاص من الاستبداد الثيوقراطي القاتل و عن إهمال عدة بلدان لانتشالهم من مأساتهم لاعتباؤات إنسانية.