آخر الأخبار

غياب صحافيين من ذوي البشرة السوداء بالتلفزيون

َهل يعود غياب صحافيين من ذوي البشرة السوداء عن شاشة التلفزيون الى العنصرية؟
من باب اخفاء السماء بالغربال القول بان الامر يعود الى الصدفة او الى عدم اقبال الصحفيين على ترشيح انفسهم لتقديم الاخبار والبرامج التلفزيونية كما يرد في تصريحات مدرجة في المقال الجيد الذي اوزعه.
ابدا بالعنصرية في التلفزة المغربية بايراد واقعة مثيرة وكاشفة عن عمق عنصري. فقد تعرض زميلي في المعهد العالي للصحافة والمهَنة وصديقي عبدالقادر البودخيلي، ابن الراشيدية (بوعنان) لاهانة لامثيل لها اثرت عليه نفسيا فيما تبقى من حياته المهنية. حين تلقت ادارة التلفزة المغربية امرا بمنعه من الظهور في الشاشة بسبب لونه، هذا مع العلم ان الرجل كان من المع صحفيي القناة مما اهله لتولي رئاسة تحرير قسم الاخبار بها وكان ظهوره فقط لحل مشكلة تقديم النشرة الاخيرة وقتئذ. وقد كنا مستعدين، نحن قلة، ان نفتح معركة ضد هذا التصرف العنصري، خصوصا وانه كان وقتئذ عضوا في مكتب جمعية خريجي المعهد العالي للصحافة وكنت كاتبها العام واخشيشن رئيسا، لكن اعتبارات عائلية تتعلق به جعلته يتجرع الاهانة ويفرغ غضبه بطريقة كادت ان تؤدي بحياته. وليسمح لي انني لم استشره قبل الكشف عما لم يرغب في تداوله وقتئذ.
مند ذلك الوقت صارت القاعدة هي ان يكون مقدمو الاخبار من ذوي البشرة البيضاء، وحتى الزميل سعيد زدوق الذي فرض نفسه بمؤهلاته المهنية في القسم الرياضي والذي كان يحظى بدعم جهات بعينها عانى الامرين وقيل في حقه كلام مشحون بالعنصرية من طرف زملاء له وغيرهم لم يتقبلوا السمعة التي اكتسبها لدى جمهور الرياضة.
ورغم انه سبق للملك الراحل الحسن الثاني ان عين على راس وزارة الانباء (الاعلام ثم الاتصال فيما بعد) وزيرين من ذوي البشرة السوداء : احمد السنوسي وعبدالقادر الصحراوي، في بداية السبعينات، وكانا شخصيتان سياسيتان من مستوى عال، فانهما لم يعملا على جعل التلفزة المغربية تعكس تنوع المجتمع المغربي وتعددياته، ولم يسع بعدهما الوزراء الاكثر تفتحا، من امثال محمد العربي الخطابي او عبد اللطيف الفيلالي، او وزراء الاعلام في حكومة التناوب …الخ الى هذا الهدف.
هذه العنصرية غير الصريحة في مؤسسات اعلامية، التي كان احد مدراء ميدي 1 سيزيدها رسوخا بذهابه لفرنسا بحثا عن صحفيين وصحفيات قبل ان تنفتح القناة التلفزية على افريقيا، لها امتداد في الادارة والسلطة والاحزاب السياسية والمجتمع او هي بالاحرى امتداد. فالثقافة العنصرية، بحمولة عبودية، راسخة في المجتمع المغربي، ويجب الاعتراف ان الملك محمد السادس قد خفف منها وجعل الكثيرين يخجلون من الاستمرار في تغذيتها مند ان اطلق سياسته الافريقية وسياسة الهجرة بعدها، ولولا ذلك لراينا ممارسات اسوا من تلك التي نسمع عنها او يتم تداول بعض الاخبار بشانها.هذه القافة سابقة على الاستعمار، خلافا لما يرد فيي المقال، اذ ان للمغرب تاريخ عبودي لايريد ان يقراه، والاستعمار الفرنسي هو الذي منع العبودية سنة 1928. وكان لعبيد بخارى دور في الدفاع عن المغرب، فهم من نظموا الهجوم على طنجة لتحريرها من الانجليز في عهد مولاي اسماعيل، وفي الحياة السياسة كما يحلل ذلك الاستاذ عبدالله العروي في اطروحته عن الاصول الثقافية للوطنية المغربية، وكانت لهم ادوار اخرى.
ولا ننسى، وهذا مهم جدا، ان سكان المغرب الاصليين، اي اصحاب البلاد الاصليين من السود، وان الاقوام الاخرى جاءت من اماكن بعيدة، بما فيها الامازيغ البيض.

محمد نجيب كومينة /  الرباط