آخر الأخبار

عندما يتوحش الانسان

محمد نجيب كومينة 

عندما يتوحش الانسان ويفقد الشعور بانسانيته وبالانتماء الى الانسانية او للمجتمع الذي يعيش فيه ويتعايش مع افراده يصبح قادرا على ارتكاب كل انواع الحماقات والجرائم دون شعور بالذنب او بوخز الضمير او اضطراب القلب، يصبح حالة بسيكوباتية، و الخطير في الامر ان يكون المجتمع قابل للتعايش مع هذا النوع من الحالات ومتغاضيا عنها، مادامت تمارس بيوزنس في اطار راسمالية منفلتة تنظر الى كل انواع البيوزنس، بما في ذلك الاتجار في البشر من الاحياء والاموات، على انه عاد ومطابق لمنطق السوق الذي يفعل فعله ويدخله فاعلون عقلانيون يبحثون عن المنفعة الفردية. هكذا زحفت النيوليبرالية و جعلت التوحش بديهيا. ماقام به هذا الوحش مع الاموات يقوم به غيره، و بفضاعة اكبر مع الاحياء الذين تملا عظامهم لحوم وشحوم و تسري في عروقهم دماء، هنا وهناك دون ان يستفز ذلك الكثيرين ممن يمكن ان تستفزهم العظام