آخر الأخبار

شيء من السياسة

إدريس المغلشي

لازلت أذكر غير بعيد حين كان النائب البرلماني مولاي هشام المهاجري يصول ويجول عبر المواقع والتصريحات وكيف كان خطابه يتجاوز اسوار بناية قبة البرلمان وداخل اللجن.بل بكل جرأة كيف خاطب ممثلي الحكومة انذاك (وعلى وجه الخصوص حزب الأغلبية) داخل لجنة الداخلية وهي تناقش موضوع (القنب الهندي )قائلا :”سي الݣارو.. اييه سي الݣارو ومولاي والطاسة والخمور … اييه أسيدي …باركة من النفاق الاجتماعي والقانوني كذلك ” عبارات موغلة في الاستفزاز يرمي من ورائها القول ، كيف تقبلون اموال هذه المواد من خلال الضرائب وترفضونها بل تحرمونها بخطابكم الديني؟ كانت مشاهد فعلا مثيرة للإشمئزاز كما هي مثيرة للشفقة.وكنا نتابع كيف ان صاحبنا الشريف كان يسجل اهدافا في مرمى خصومه السياسين بدون تردد وبلارحمة ولاشفقة .بل صارت شهرته تتجاوز الآفاق عبر كل المواقع والمنصات .السؤال الذي يتبادر للذهن بعدما افل نجمه وغاب صوته ولم نعد نسمع له لاحس ولاخبر .ماسر سكوته المفاجئ ؟ وماهي أسباب صمته وماهو المقابل ؟ فلاسكوت بلا سبب ولاصمت بلامقابل ..!
وباعتباركم الآن تنتمون لحزب اغلبي يدبر الشأن العام من خلال تمثيليته الحكومية وكذا عمودية جهة مراكش آسفي . اسائل من خلالكم الحزب باعتباركم ايضا ابن لهذه الجهة التي نسكنها جميعاونعلم بالضرورة ان في السياسة ليس لها منطق ولاضابط فالكلام بالمقابل والصمت كذلك . ليس هناك موقف بالمجان فالحقل السياسي الآن اصبح لايعترف بالمواقف ولا حتى المبادئ .كثير هم من رفعوا السقف عاليا فنزلواإلى القاع واندثرت أسماؤهم ماعدا بعض القابضين على الجمرالذين خرجوا من التجربة وهم محافظون على الأقل على رصيدهم النضالي ولم يبدلوا تبديلا .
سياق هذا الكلام ماتعرفه الجهة من خلال ضحايا الزلزال الحوز وشيشاوة على وجه الخصوص في هذا الطقس البارد ، واين هي الوعود التي أطلقتها الوزيرة بحماس منقطع النظير ذات يوم. غابت دون أثر.وباعتبارها كذلك تترأس مجلسها كعمدة وهي منسقة الحزب برؤوس ثلاث . بعدما وصلت الولاية منتصفها دون ان نلمس تغييرات تجعلنا نقول أن هناك قيمة مضافة للمدينة .لازالت مراكش غارقة في فوضى السير والجولان وكثرة حوادث السير ومحدودية التشوير الذي لم يقدم اضافة . ونقل عمومي خردة تجاوزه الزمن كما ان هناك تغييرات في الفضاءات الخضراء والارصفة تدفعني لطرح سؤال لماذا تدخل المدينة في مثل هذه الأوراش عند بداية ولاية كل مجلس خصوصا مناطق بعينها في حين هناك اماكن أخرى لايعرف المجلس حتى موقعها ؟
وانا اتساءل معك أيها البرلماني الجسور الذي خفت صوته وغاب عن الساحة ولم نعد نسمع لك ردا امام مايجري لساكنة مدينة يدبرها حزبكم ، أين حقوق المواطن؟ ومن حقي كذلك ان أسمي بعد الاعتذارلعموم الناس ان أقول :
“لالة الأزبال …نعم لالة الأزبال التي تغيب عنها استراتيجية النجاعة ووضوح الرؤيا فمرة تحدد أماكن لها بحواجز حديدية مع حمل (لالة الأزبال… نعم اييه لالة الأزبال …) عبر السيارات الخاصة من اجل وضعها في الأماكن الخاصة.ومرة أخرى تحذف تلك الأماكن والاكتفاء بالشاحنات التي تجوب شوارع محددةوعلى الباقي ان يبحث له عن مكان قريب مخصص في جولات بدون تحديد . قمة العبث والاستهجان في مرحلة تدبير يطبعها التردي والفوضى .